يمر اليوم الاثنين 8 فبراير/ شباط، ذكرى ميلادها (1931- نوفمبر 2017)، ليكون مناسبة يتذكر المصريون والعرب أعمالها الفنية في السينما والغناء والإذاعة.
وشادية ليس اسمها الحقيقي، وإنما اسمها بالكامل وفق الأوراق الثبوتية، فاطمة أحمد كمال شاكر، ولدت في منطقة الحلمية الجديدة في حى عابدين في القاهرة، وترجع أصولها إلى محافظة الشرقية، في دلتا مصر، ولكن جذور عائلتها تعود إلى أصول شركسية، وهي مجموعة عِرقية أوروبية كانت تسكن شمال غربي القوقاز.
حياة شادية كانت غنيه كثيرا بالمواقف والأحداث، إلا أن موقف اعتزالها الفن عام 1984 وارتدائها الحجاب، واحد من أهم المواقف التي كشفت عن شخصية شادية.
وبخلاف الكثير من الفنانات اللاتي خضن تجربة اعتزال العمل الفني والالتزام الديني، لم تتنكر شادية لفنها، بل اعتبرته رسالة، كلفها الله بها.
في مقطع نادر، بعد اعتزالها الفن، قالت شادية أثناء مشاركتها في ندوة، كان يديرها المفكر والكاتب المصري مصطفى محمود، وتحدث فيها الملحن والمطرب المصري محمد عبد الوهاب، قالت شادية عن عملها قبل الاعتزال: "الحمد لله، رحلتي مع الشك والإيمان انتهت بالطمأنينة، وبحمد ربنا إني نجحت في عملي، وأديت رسالتي، ودي موهبة ربنا خلقها في الإنسان".
وتابعت بتلقائية: "من صغري، بيتنا كانوا غارسين فينا إننا بيت متدين بنصلي ونصوم، الواحد ومن وهو وصغير كان بيصلي ويصوم، لكن كانت بتيجي مراحل في حياتي، أفكر وأقلق، أنا ناجحة في حياتي، كان بيجيلي قلق، وأقلق وأنا نايمة، ومعرفش أنام، ومكنتش عارفة ده من إيه، لحين قربت أوي من ربنا، وبعدت عن كل حاجة".
وقال الناقد الفني طارق الشناوي، الذي كان قريبا من شادية في فترات كثيرة في حياتها، إن "شادية
أعظم ما فيها، فضلت، قدمت فن عظيم ولم تتنكر له، لأنها كانت عارفه إن ربنا يعاملنا على داخلنا، ومش (ليس) على الخارج، وداخل شادية ضوء عظيم، لما قررت أنها تتحجب، خلاص دا قرار ومنقدرش (لا نستطيع) أن نقول لأحد لا تتحجب، لكن المهم هنا هو أن شادية لم تتنكر لفنها، وكانت تتابع الأعمال الفنية وتتصل بالفنانيين إذا أعجبها عمل فني، فشادية لم تنقطع أبدا عن الحياة".
كذلك لم ترفض شادية التكريم بسبب أعمالها الفنية، وكانت توجه لهذه الجهات الشكر ولم تحضر بنفسها، لكنها كانت حريصة على بث الامتنان والتقدير لمن أراد الاحتفاء بها.
ولشادية تاريخ طويل من العمل الفني، حيث دخلت إلى عالم الفن في عام 1947، وحتى قرارها بالاعتزال 1984، ولها ما يزيد على 500 أغنية، و110 أفلام، ومسرحية واحدة، و10 مسلسلات إذاعية.
واكتشف والدها موهبتها الفنية منذ الصغر، وطلب من الفنان فريد غصن تعليمها الغناء، وأسند إلى الفنان المصري عبد الوارث عسر مهمة تعليمها التمثيل والإلقاء.
وشاركت شادية الكثير من نجوم الفن المصري في أعمال فنية، حيث شاركت بطولة العديد من الأفلام مع نجوم مثل محمد فوزي، ومحمود ذو الفقار، وعماد حمدي، وفريد الأطرش، وشكري سرحان وكامل الشناوي وإسماعيل ياسين.
وخلال سنوات قليلة أصبحت شادية واحدة من نجوم الفن المصري، ومنحها النقاد عدة ألقاب، أهمها "دلوعة السينما"، و"معبودة الجماهير" نسبة إلى دورها في الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه أمام الفنان عبد الحليم حافظ.
ولشادية 4 أفلام، ضمن قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهى: "الزوجة 13" مع الفنان رشدي أباظة، و"مراتى مدير عام" مع الفنان محمود ذو الفقار، و"شىء من الخوف" مع الفنان محمود مرسي، و"اللص والكلاب" أمام الفنان شكري سرحان عن رواية أديب نوبل المصري نجيب محفوظ.
