طبعاً يختلف هذا الوضع عن غيره من الفترات التاريخية التي خلت بكثير من المناحي تبدأ بتغيير الطبيعة الإنسانية، قسم منها أصحاب المصالح والاستراتيجيات في حكم العالم، وقسم آخر يدفع الثمن، وبين الجزئين يوجد جزء ثالث لاحول ولاقوة له يكاد يكون حطب الصراع.
طبعاً اختلفت الأساليب والأدوات واختلفت معها طرائق وسبل تحقيق المصالح إلى حد وصل فيه العالم إلى شبه انعدام الإنسانية غمرته الخلافات والنزاعات والحروب المنتقاة بعناية ودقة في أزمانها وأماكنها وظروفها وتوزعها الجغرافي المحلي والإقليمي والعالمي، مغموسة ومعجونة بالجهل والتخلف، والشرق الأوسط جزء لايتجزأ من هذا العالم المغمور بالدم والمحاط بصراع السيطرة. هنا لانستطيع في وقت ضيق أن نسترسل في السرد أو التفصيل في مقدمة قصيرة .
مالذي أرادت أمريكا تحقيقه بمشروع الشرق الأوسط الجديد؟
من نحن وأين نحن من أنفسنا ومن هذا العالم في ظل التحديات الصعبة التي يواجهها حاليا؟
كيف للعالم العربي أن يجد كينونته الضائعة بين مطبات النزاعات والحروب لحساب الآخرين؟
ماهو نوع الروافع المطلوبة لإنتشال هذه الأمة من غور ما وقعت فيه هل بالفكر أو الحرب وهل تمتلك هذه الأمة إمكانات وأدوات القتال؟
ماهو دور النظام العربي في تفاقم أوالحروب وتأثير شعوب المنطقه على ما يجري؟
هذا الموضوع ناقشاه في حلقة اليوم مع المفكر والباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية والخبير في الإدارة الدكتور غالب صالح حيث يرى صالح أن:
"الوضع المأزوم في المنطقة جراء فشل سيطرة أمريكا واسرائيل وتركيا ومعهم دول أوروبا في فرض شروط الإستسلام على محور المواجهة بحلفائه الإقليميين والدوليين، وخاصة أزمة الخليج المستجدة، وكذلك الصراع على ماتبقى في سوريا شمال شرقها وشمال غربها وبقاء المنطقه عموماً في حالة الإنهيار الإقتصادي والأجتماعي والأمني حتى إشعار آخر هي مثال من جملة أمثلة عن حالة الضياع التي يعيشها العالم، ومنطقة الشرق الأوسط جزء من هذه الأزمة العالمية، فكيف سنستطيع أن نكون في ظل هذه الظروف وطالما سرطان التخلف والجهل والفساد سيد الوضع؟ هنا لابد من خلق حالة من الإستنهاض الشعبي لمواجهة هذه المخططات ".
وعن الأهداف التي أرادت أمريكا تحقيقها من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد، قال صالح أنها أرادت تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية :
أولاً : قطع الطريق أمام روسيا والصين في الوصول أو الحصول على أي دور في منطقة الشرق الأوسط التي تتحكم بالجزء الأهم من مصادر الطاقه العالمية وبالتالي الاقتصاد العالمي.
ثانياً : اسقاط مشروع المقاومه الذي بدأ يتكامل.
ثالثاً : تمكين إسرائيل من السيطره على سوريا بلاد الشام، التاريخ، لتكون القوه الأكبر على حساب محور المقاومة ومصر والعراق بعد تدمير الجيوش للدول الثلاث، وبالتالي إعادة تشكيل دول المنطقة على أسس تحقق مصالح أمريكا لتبقى القوه الوحيدة المهيمنة في العالم" .
هذا المشروع تصدع بسبب صمود محمور المقاومة ودعم الحلفاء، والآن تقوم أمريكا وإسرائيل البحث عن آلية لبقاء الصراع خاصة في سوريا، وترى من خلال بعض الفصائل الكردية وكذلك الأطماع التركيه ضالتها لتحقيق ماعجزت عنه وخلق قضيه سورية جديده تساعد إسرائيل في الهيمنة على الجولان السوري المحتل وتمرير صفقة القرن. تحقيق ذلك يتطلب مزيداً من الضغط والحصار والخناق على الدول التي قاومت المشروع خاصة سوريه وإيران".
وإتهم صالح النظام السياسي العربي بالتقصير في مواجهة هذه التحديات إذا قال أن:
"النظام العربي متواطىء ويرى بقائه مرهون بالإرادة الأمريكية وتحقيق مصالحها، الشعوب العربية شعوب مضللة بالإعلام ومغيبة عن قضاياها وغارقة لدرجة الثماله في الجهل والتخلف والبحث عن لقمة العيش والتبعية، أي أن شعوب المنطقة باتت شعوب بائسة ويائسه ومحبطة ونائمه نومة أهل الكهف لاحول ولاقوة لها، شعوب تثيرها العصبيات المقيتة في ظل غياب مشاريع سياسية و ثقافية تساعد هذه الشعوب في التأثير على مايجري ، وبسبب وجود نخب منافقة أو تعمل بالتماهي مع السلاطين ورجال الدين لخدمة الجيوب. لذا نرى أنه لا آفاق لحسم الصراع ولانهاية قريبة له" .
أما عن خيارات الخلاص من هذه المآزق قال صالح :"لاخيار أمام الجميع أي الأطراف المتصارعه وإيقاف البؤس والإنهيارات والأوبئه التي أحدثتها الحروب، والتي وصلت للطريق المسدود إلا بإيجاد المخارج لعودة السلام والهدوء وإعاده الإعمار، فهل وصلنا أو وصلت أمريكا لهذه القناعه...!!! هذا أمر من المبكر الجزم فيه، نحن لا نزال نرى أن هذه الحروب والأزمات الناجمة عنها تخدم مصالحها...وقادم الأيام هي من يحكم".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
