الدكتور عماد الدين الحمروني، خبير في الشؤون الدولية وأستاذ محاضر في أكاديمية العلوم السياسية في باريس، قال في حديثه لبرنامج "ما وراء الحدث ": "ما شهدناه من تسارع كبير للأحداث يشير إلى أن ما وقع هو هروب أو انسحاب بل هو هزيمة عسكرية وأمنية وحتى سياسية. رمزية الصور في مطار كابول وسرعة دخول عناصر طالبان إلى أهم المدن والولايات الأفغانية وانهيار الجيش الأفغاني الرسمي المدرب أمريكيا وأوروبيا كل هذه المعطيات تشير إلى أن ما كانت تقوم به واشنطن وحلفائها الغربيين مثل فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوربية التي غزت أفغانستان واحلتها على مدى عقدين من الزمن إنهار في أيام معدودات. صحيح كانت هناك مفاوضات على مدى عدة سنوات ولكن الطريقة التي انسحب بها الأمريكي أفقد امريكا هيبتها على المستوى العسكري وهيبتها أمام مع حلفائها لأنها تتخلى عنهم وتتفاوض مع خصومها".
من جانبه، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبل والخبير بالشأن الاستراتيجي، الدكتور عمار قناة، رأى أن "المشهد الأفغاني اليوم يعبر عن حالات كثيرة منها سياسية ومنها جيوسياسية، فيها المعلن وغير المعلن. الموقف الروسي واضح منذ عقدين تجاه هذه العملية العسكرية الاحتلالية ومع ذلك ضمن القرارات الأممية آنذاك ساهم الروسي وساعد لوجستيا التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب، ولكن انفراد الولايات المتحدة بالقرار السياسي وتمرير مصالحها حتى على حساب الحلفاء جعل العالم في معضلة أمام التعاطي مع حركة طالبان، فيما إذا كانت حركة إرهابية أو تنظيم إسلاميا متشددا أم هي قطب سياسي يمكن التعامل معه، وبالدراسة لهذه الأمور بمركز القرار بموسكو وضمن النتيجة يتضح أن البراغماتية السياسية ترى أنه يجب التعامل مع طالبان كأمر واقع ولكن هذا لا يعني الاعتراف بها وشرعتنها دوليا في إقليم متوتر ،لذلك التعاطي الروسي منطقي حتى الآن".
الأستاذ طارق محي الدين خبير بالشؤون الأفغانية، قال: "الواقع أن قوات الولايات المتحدة والناتو انهزمت منذ أكثر من عشر سنوات وهم أدركوا ذلك وحاولوا خلال السنوات العشر الأخيرة وضع استراتيجية لحفظ ماء الوجه لمسرحية قتل بن لادن في الأراضي الباكستانية. الإدارات الأمريكية حاولت في استراتيجيتها حفظ ماء وجها أمام الشعوب للتأكيد أن الولايات المتحدة ودول حلف الناتو نجحوا نجاحا كبيرا في افغانستان وأنهم غيروا المنظومة السياسية والإرهابية في المنطقة. فيما يتعلق بامتداد تأثير طالبان إلى الشرق الأوسط هذه الحركة منذ وصولها للحكم عام 1996 حتى قدوم الامريكي 2001 لم يكن لها أي تأثير مباشر على ما يجري في منطقة الشرق الأوسط رغم أن أفغانستان كانت منطلقاً لبعض الحركات التي نفذت أعمال إرهابية في دول الجوار ومنطقة الشرق الأوسط ونرى أن طالبان اليوم تعهدت بأنها لن تسمح بذلك".
التفاصيل في التسجيل الصوتي...
إعداد وتقديم : نواف إبراهيم