ومنذ ذلك الحين تعمل مجموعة من المتطوعين على جمع بقايا الزجاج المهشم من المناطق المنكوبة وتحميله في شاحنات صغيرة وإرساله إلى مصنعين للزجاج في مدينة طرابلس بشمال لبنان من أجل إعادة تدويره وتحوليه إلى آنية زجاجية.
وقال مهندس البيئة زياد أبي شاكر "أجت الفكرة وقت الانفجار لأن أنا كنت هون وسمعت كل الازاز (الزجاج) حوالينا كيف تكسر، ولما مرق الوقت وصرنا نعرف إن الشغلة كبيرة والانفجار كتير كبير وراح كتير أبنية وهيك، دوغري بلشنا نفكر هالازاز كله شو بدنا نعمل فيه، وخصوصة إن لبنان اليوم بأزمة نفايات وكمان نرجع نبعت كل هالازاز، عملنا شوية حسابات، عم تحكي بين ال 5000 وال 7000 طن ازاز، يعني هول يروحوا كلهن على مطمر هيدا شي مش مقبول أبدا".
وتطرق أبي شاكر كذلك للفوائد الاقتصادية للمشروع موضحا أنها لا تقتصر على تقديم الزجاج المكسور للمصانع مجانا فقط لكنها تشمل أيضا مخصصات مالية لتشغيل مزيد من العمال للمساعدة في العملية برمتها.
وقال "الفكرة هون إنك تأمن المادة الأولية، اللي كانت رايحة تنكب، تروح تعطي إياها بالبلاش لمصانع محلية لبنانية يا اللي اليوم كمان نحن عم نمرق بأزمة اقتصادية خانقة، يعني اليوم ها المعمل بدل ما يكون عم يشتري الازاز شتراية من مقدمي المواد له تبعوله ليرجع هو يدبهن ويعملهن مراطبين وأباريق وجالونات وهيك، جينا نحن نقله هول ببلاش".
وقال المتطوع أنطوني عبدالكريم "بعتنا أول عشرة طن من الازاز بالفعل انعملهن إعادة تدوير، استعملوهن المعامل بلشوا يصنعوا منهن واليوم رح نبعت كمية أخرى ورح تكون تقريبا ثمانية طن".
وقال حسن قبيطري، وهو مدير معمل زجاج، "متل ما شفنا كل العالم (الناس) عم نساعد ببيروت بالشي اللي عم يصير، فنحن حبينا نساهم بالموضوع ونساعد باللي نحن بنقدر عليه".
وأضاف "بدل ما يطمروا الازاز (الزجاج) عندهن ويضر بالبيئة، نحن عم ناخذ هيدا الازاز ونعيد تدويره".
وأوضح أبي شاكر أن المبادرة ممولة من متبرعين أفراد وأنها سوف تستمر طالما لا يزال هناك بقايا زجاج مهشم يمكن جمعها أو حتى نفاد المخصصات المالية المتاحة.
