وشهد العراق تحديداً في أكبر ملاعبه، بمحافظة البصرة موطن الشناشيل والنخيل والخير، حدثا ً أنزل الماء المثلج على قلوب العراقيين بكل مسرة وتطلع نحو المستقبل المزدهر، بمباراة جمعت أساطير العالم في الكرة، واللاعبين القدماء من الشمال العراقي إلى الجنوب.
ولاقت صور المصور الرياضي العراقي، محمد عامر العزاوي، إعجابا ً كبيرا ً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تبق صفحة أو مدونة لم تنقلها عنه أو تشاركه منه لتصويره العنصر النسوي وهن يساهمن بتوثيق هذا الحدث التاريخي لأول في مرة في عهد العراق.
وتظهر الصور، فتيات سافرات ومحجبات من مختلف محافظات العراق، ومنهن من البصرة المعروفة بطابعها المحافظ على التقاليد التي لا تسمح للكثير من النساء حضور الملاعب أساسا ً، لكن الحال تكرر للمرة الثانية بحضورهن — في المرة الأولى عند افتتاح "ملعب جذع النخلة الدولي" في عام 2013.
وخرج الجمهور العراقي من الملعب في وقت متأخر من الليل سعداء مثل كل اللذين تابعوا المباراة مع ألمع نجوم العالم، عبر البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أو من خلال البث الذي نقله الأصدقاء لمتابعيهم، وعبر قناة العراقية شبه الرسمية في البلاد.
نعم خرجوا سعداء..رغم خسارة فريق العراق أمام نظيره الأسطوري العالمي الذي ضم كلا من:
ريفالدو البرازيلي، وهو لاعب وسط هجومي ساهم مع زملائه في تحقيق بطولة كأس العالم لسنة 2002، واللعب الهولندي باتريك كلايفرت، وإدجر ديفيدز، والأرجنتيني خافيير زانيتي، والبرتغالي فيتور بايا، والإيطالي ماركو ماتيراتزي، والاسباني ميشيل سيلجادو، وهرنان كريسبو، وجوليانو بيليتي، وادميلسون، وجيلبرتو سيلفا، ولويس جارسيا، وروبيرت بيرس، ودوايت يورك، وحارس المرمى ديدا.
أما فريق العراق، ضم أحمد راضي الذي يعد من أبرز لاعبين العصر الذهبي للكرة العراقية، ويونس محمود، وهوار ملا محمد، ونشأت أكرم وأخرون.
وفي الشوط الأول من المباراة التي أقيمت، مساء أمس السبت، في محاولة كللت بالنجاح للعراق لرفع الحظر عن ملاعبه دوليا ً، سجل اللاعب الشاب يونس محمود الذي يلقبه الشعب بالسفاح، أول هدف، ورد الفريق الضيف على السفاح وزملائه المخضرمين، بهدفين سجلهما اللاعب الهولندي السابق باتريك كلويفيرت.
وجاء التعادل بهدفين لكلا الفريقين بهدف سجله اللاعب رزاق فرحان المعروف بطول قامته وضربات الرأس التي أذكر كيف كانت تسحرني وأنا طفلة — وفي الدقيقة الـ49 منذ بداية الشوط الثاني سجل اللاعب روبير بيريز الهدف الثالث لنجوم العالم.. حتى حسمت المبارة بخسارة فريق العراق وفوز بلادهم في الطموح ورفع الحظر.
وحضر المباراة جمهور كبير قدر عدده بنحو ثمانية آلاف متفرج بينهم نساء وفتيات وأطفال، من البصرة وباقي محافظات العراق، رسموا علم البلاد على وجوههم بالألوان الزاهية، وحملوه فوق أكتافهم وقلوبهم حبا ً وإكراما ً لجراحه التي بدأت تندمل وتطيب بزوال الإرهاب.