وذكرت مجلة "غلوبس" العبرية، مساء اليوم السبت، أن هناك دولا ومنظمات وأشخاصا ينتهجون سياسة "فرض العقوبات"، خاصة العقوبات الاقتصادية، على دول ومنظمات وهيئات وشخصيات، لكن هل يمكنها التأثير والتغيير.
الأونروا
أوردت المجلة الإسرائيلية في تقريرها المطول أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عقوبات على دول كثيرة، وقطعت علاقتها بهيئات ومنظمات وشخصيات، من بينها تركيا وكوريا الشمالية وإيران وروسيا، وأخريات هذه الدول والهيئات، وكالة دعم وغوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، حينما قطعت الولايات المتحدة دعمها المادي للوكالة.
ورأى الدكتور نيتسان فيلدمان، الخبير في شؤون الاقتصاد السياسي الدولي بجامعة حيفا، أن اتباع نهج "فرض العقوبات الاقتصادية" بات أسلوبا وأداة بيد الإدارات الأمريكية المتعاقبة، خاصة خلال العقدين الماضيين، إذ يشهد العام 1990 لحظة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة، فما يليه من 28 عاما مضت شهدت فرض عقوبات على دول وهيئات لم تشهدها الفترة السابقة لهذا التاريخن منذ بداية القرن الماضي.
ونقلت المجلة الإسرائيلية على لسان دانيال تننباوم، المسئول البارز بوزارة المالية الأمريكية السابق، أن إدارة الرئيس، دونالد ترامب، باتت تستخدم سياسة "فرض العقوبات" سلاحا وأداة فورية، خاصة العقوبات الاقتصادية، وتحديدا، حينما فرضتها على إيران، إذ كان لها تأثير كبير على الاقتصاد والشارع الإيرانيين.
أداة سياسية
أيد الدكتور هداس كاهان، الخبير في الشؤون الأمريكية بالجامعة العبرية ما ذكره تتنباوم، من أن ترامب يستغل فرض العقوبات الاقتصادية كأداة فورية وعاجلة، لما لها من تأثير قوي وفعال، خاصة مع إيران، إذ أشار إلى أن خروج المظاهرات في الشوارع الإيرانية دليلا على مدى تأثير فرض العقوبات على طهران، بعد الانسحاب من الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني.
وشبه الخبير الإسرائيلي الوضع في إيران بالوضع في تركيا، حينما فرضت واشنطن عقوبات على تركيا، حيث تراجعت الليرة التركية، وتأثر الاقتصادي التركي، حينما طلب ترامب من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تسليمه القس الأمريكي.
وخالف الدكتور ألون ليال هذه الرؤى، موضحا أنه في العصر الحديث ليس هناك تأثير كبير وواضح من اتباع نهج أو سياسة "فرض العقوبات".
العلم العسكري
وأوضحت المجلة أنه لا يمكن أن يؤثر فرض العقوبات كثيرا على دول كبيرة بحجم تركيا، إذ لها حدود مع كثير من الدول، ولها حجم تجارة مع دول أكبر، دوليا وإقليميا، وحجم تجارة أضخم مع كثير من دول العالم، وبالتالي فإن تأثير العقوبات على أنقرة لن يجدي بمرور الوقت.
واستشهدت المجلة الإسرائيلية بوقف الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي برنامجه النووي، نتيجة لفرض عقوبات أمريكية طوال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وإن كان هناك سبب آخر ربما يتعلق بتخوف ليبيا من هجوم عسكري أمريكي واسع على أراضيها. وربطت المجلة بين السببين في وقف القذافي لبرنامجه النووي.
ولم تؤكد المجلة العبرية مدى تأثير اتباع "سياسة فرض العقوبات" على إجراء تغييرات جذرية في الدول والهيئات والمنظمات والأشخاص من عدمه، نتيجة لتضارب الآراء حولها، وإن كان هناك تلميح بالتأثير.