وطالب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في أكثر من مناسبة بوقف القتال في مختلف أنحاء العالم لتركيز الجهود على مكافحة فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد-19".
ووضعت العريضة على الإنترنت في 30 آذار/ مارس، بعد النداء الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في 23 مارس/آذار.
دعاوى دولية
وفي لقائه اليومي مع الصحفيين، عبر الناطق باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، عن ارتياحه لهذه المبادرة التي قامت بها منظمة "آفاز".
وقال: "نحن مسرورون جدا بالعدد الذي يمكن أن تجذبه هذه العريضة"، مؤكدا ضرورة "الضغط على المتحاربين".
وقالت ليتيسيا كورتوا ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأمم المتحدة "للأسف يتواصل القتال في معظم المناطق التي نتواجد فيها".
وتابعت أن وقفا لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم "ضروري"، موضحة أنه "من المهم في الوقت نفسه الإشارة إلى الحاجة الملحة للعاملين في المجال الإنساني لمواصلة عملهم بأفضل قدراتهم ليتمكنوا من التأثير على الوضع" الذي أصبح أصعب مع انتشار الوباء.
رسالة دولية مهمة
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، قال إن "الكثيرين توقعوا أن تصبح جائحة فيروس كورونا التي تجاوزت كل الحدود دافعًا لوقف كل الحروب في العالم، والتفرغ لمواجهة الفيروس".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الأرض كرهت نزيف الدم الذي يغرقها كل يوم من أقصاها إلى أدناها، إلا أن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن، فالحروب في كل مكان ما زالت مستمرة".
وتابع: "العصابات تتقاتل في سوريا وليبيا ودول كثيرة ولم تستمع لصوت الإنسانية حتى الآن، ومؤسسات المجتمع الدولي تعقد اجتماعات لوقف الحروب ولكن دون جدوى".
ومضى قائلًا: "المبادرة الأممية التي حظيت بتوقيع مليون وقد تصل لملايين من سكان الأرض رسالة تطالب المتقاتلين في كل العالم بوقف الحروب والصراعات والتفرغ لمواجهة هذا الفيروس، وقد تلقى قبولًا لدى هؤلاء المتصارعين بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على هذه الجائحة والمجهول متى نهايتها".
واستطرد: "فرغم التعاون الصحي بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لمواجهة هذا الفيروس الذي لا يميز بين فلسطيني وإسرائيلي ولا مسلم ولا مسيحي ولا يهودي إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يقمع الشعب الفلسطيني في كل المدن ويزيد من حصاره على قطاع غزة".
وأكد أن "إسرائيل لم تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين حتى المصابين بأمراض مزمنة رغم مطالبات السلطة ومؤسسات المجتمع المدني المحلي والدولي وهذه دلالة واضحة على استمرار المتصارعين في سعيهم نحو أهدافهم حتى على حساب مصير البشرية".
التزام إنساني
من جانبه، قال الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي العضو السابق في الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف، إن "وباء كورونا فرض نفسه كأولوية على أجندات جميع الدول على اختلاف همومها السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "وقف الأعمال القتالية الذي تم الاتفاق عليه في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب أردوغان لم يشهد انتهاكات كبرى من قبل أي طرف من الأطراف، وإن كان التوصل إلى تطبيق الاتفاق كاملًا، ولا سيما فتح طريق m4، ما زال لحد الآن غير كامل".
وأشار إلى أن "الواقع يوضح بأن الالتزام بوقف الأعمال القتالية في سوريا يأتي حاليًا من المجموعات الإرهابية وداعميها، والذين يريدون المضي قدمًا في مخططاتهم القتالية".
الأمم المتحدة
طالب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بوقف القتال في مختلف أنحاء العالم لتركيز الجهود على مكافحة فيروس كورونا.
وقال غوتيريش خلال تقديمه تقريرا حول التطورات الحاصلة منذ إطلاق دعوته يوم 23 مارس/آذار الماضي إنه "توجد فرصة للسلام، لكننا بعيدون عن تحقيقه. الحاجة إلى ذلك عاجلة. ستصل عاصفة كوفيد-19 حاليا إلى جميع مواقع النزاع".
وحذر من أن "الأسوأ لم يأت بعد" في الدول التي تشهد نزاعات، داعيا إلى وقف لإطلاق النار في مختلف أنحاء العالم للمساعدة على وقف انتشار الفيروس.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد وصف أزمة فيروس كورونا في مؤتمر صحفي عن بُعد، الثلاثاء الماضي، بأنها الأسوأ عالميا منذ الحرب العالمية الثانية.
واعتبر أن السبب في ذلك يعود إلى أن الفيروس يمثل تهديدا لكل شخص في العالم، وسيتسبب في ركود ربما لا مثيل له في الماضي القريب.