وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن هؤلاء المصابين الذين باتوا يعرفون بـ"أصحاب الرحلة الطويلة"، تستمر معاناتهم مع أعراض المرض لفترات تتجاوز مدة الـ14 يومًا (يعتقد أنها متوسط عمر المرض).
وقال التقرير، إن إحدى المصابات من مدينة ليفربول الإنجليزية، تدعى هيلين كالدر، أضطرت لدخول المستشفى مرتين بعد إصابتها بفيروس كورونا بعد مرور أربعة أشهر على الإصابة، وما زالت تتعرض لانتكاسة كل أسبوعين.
وتشير هيلين إلى هذه الانتكاسة بأنها "شعور بالإجهاد الشديد والثيان، بجانب نوبات الصداع وآلام المفاصل"، قائلة إن "هذا أغرب شيء واجهته على الإطلاق".
يدفع ذلك الشعور هيلين إلى ملازمة الفراش لبضعة أيام، نظرا للإرهاق الشديد الذي تحسه عند قيامها بمجهود بسيط، مثل مطاردة ابنتها وهي تلعب.
مصابة أخرى تدعى، دونا ماكلوك، من ونشستر، تقول إنها كانت منهارة تماما خلال شهر أبريل/ نيسان، وأغلب شهر مايو/ أيار، ودخلت في حالة من الهلع خلال الأسبوع السادس من الإصابة.
كانت دونا قلقة من إمكانية إصابتها بعدوى ثانوية، وتقول إنها شعرت بمزيد من السوء بعد تناول المضادات الحيوية التي وصفها الأطباء، ورغم بدء تحسن حالتها أخيرًا تعتقد أنها "لم تعد مثلما كانت في السابق، وأنها تكافح للعودة إلى حياتها الطبيعية".
وأشار التقرير إلى أن آلاف الأشخاص، تحدثوا عن معركتهم "الطويلة" مع "كوفيد 19" من خلال الوسوم وصفحات الدعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل مجموعة "Long Covid Support Group" التي تضم أكثر من 5 آلاف عضو على "فيسبوك".
وفقًا لخبير الأوبئة الوراثية البروفيسور، تيم سبيكتور، وهو صاحب فكرة تطبيق يختص بدراسة أعراض "كوفيد-19"، فقد تم تحميل معلومات من التطبيق لأكثر من ثلاثة ملايين مرة.
ويقول سبيكتور إن ذلك يرجح أن "عددا كبيراً" من الأشخاص أبلغوا عن استمرار أعراض لنحو شهر كامل، بينما أبلغ واحد من بين 10 إلى 20 شخصاً عن استمرار الأعراض لفترات أطول من ذلك.
ويتزامن هذا التقرير مع تحذر علماء، اليوم الأربعاء، من موجة محتملة من تلف الدماغ المرتبط بفيروس كورونا المستجد، حيث أشارت أدلة جديدة إلى أن "كوفيد 19" يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات عصبية شديدة، بما في ذلك الالتهاب والذهان والهذيان.
