ترخي التطورات الميدانية الحالية على الساحة السورية بظلالها على الحالة العامة بشكل سلبي بكافة جوانبها لجهة الحل السياسي في البلاد، وعلى الرغم من كل التصعيد الجاري ضد سورية وحلفائها من قبل الولايات المتحدة ومن معها من دول الإقليم وبعض الدول
الغربية ، نرى أن العمل على دفع عجلة السير نحو المسار السياسي لم تتوقف أبداً بالنسبة للحكومة السورية من جهة ، ومن جهة أخرى بالنسبة للأطراف الوطنية المعارضة ، حيث يسعى الجميع رغم الظرف الضاغط إلى تأمين كل متطلبات السير بالبلاد نحو بر
الأمان بدعم من الحلفاء وعلى رأسهم الحليف الروسي الذي بات جزءا من المواجهة بشكل حقيقي خاصة بعد المضايقات والإعتداءات التي مورست ضده بشكل مباشر عسكريا في المجال السوري والإقليمي في شرق المتوسط وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل شبه عام
ليمتد إلى المحيط الجيواستراتيجي لروسيا.
التقييم المنطقي حالة الحراك السياسي التي تعيشها سورية في ظل الإنقلابات الحالية وخاصة لجهة التصعيد العسكري الدولي والإقليمي بناء على التطورات الناشئة ؟
مسببات ومفاعيل الإنقلابات الدراماتيكية في إرجاء الحل السياسي أو تأخيره إلى أجل غير مسمى؟
موقف معارضة الداخل "مسار حميميم " من المتغيرات الحالية وماهي رؤيتها لتجاوز هذه العقبات في وجه الحل السياسي في البلاد ؟
مالذي يمكن أو يجب أن تقدمه المعارضة الوطنية السورية في مثل هذه الظروف؟
ماهي المرتكزات الأساسية التي تبني عليها المعارضة مواقفها الحالية ؟
هل تكفي البيانات المنددة من قبل المعارضة للتأثير على الجو العام بالإتجاه الإيجابي أم أن هناك إجراءات أخرى لابد من أن تتخذها المعارضة الوطنية السورية لتحقيق خطوات فعلية في إتجاه الحل السياسي ؟
يقول رئيس وفد معارضة الداخل "مسار حميميم " ورئيس هيئة العمل الوطني السوري والمتحدث الرسمي بإسمها، الدكتور اليان مسعد:
ترحب هيئة العمل الوطني السوري بالإتفاق حول محافظة إدلب الذي أعلن عنه في مدينة سوتشي الروسية وتم التوافق عليه، فقد كنا ولا نزال نرحب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتساهم في إعادة الأمن والأمان إلى أي بقعة ضربها الإرهاب، مادام الجيش ماض في حربه ضد الإرهابيين حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية، سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات الوطنية.
إن القمة في سوتشي، بين الرئيسين الروسي والتركي، خطوة متقدمة مهمة وكبيرة لإنهاء الإرهاب في سوريا بإتجاه ترسيخ الحل السياسي وتغليبه، بما يساعد على التخلص من المجموعات الإرهابية وباقل تكلفة ممكنة، بسبب تمترسهم
ضمن المناطق المأهولة بالمدنيين، وإتخاذ المدنيين أكياس رمل.
كما نؤيد موافقة الحكومة السورية ومسارعتها بإعلان قبول الإتفاق مبرهنة عن حس عال بالمسؤولية تجاه مخاطر الوضع المحتملة، وتفهمها أن ما تم الإتفاق عليه مؤقت ومحكوم بظروف أمنية وإنسانية، ولا يمس السيادة السورية إطلاقا.
وقد جرى بالتنسيق بين السوريين وحلفائهم الروس والإيرانيين في "قمة طهران"، ووفقا لمقرراتها تم تحقق الإتفاق العسكري "الروسي — التركي" حول الوضع في إدلب، وهو يحتوي على جملة أهداف إيجابية يعمل على تحقيقها، هي:
أولاً: إقرار خطة تنفيذ الإتفاق الذي تم في قمة "مؤتمر طهران" على الأرض.
ثانياً: طمأنة المدنيين في إدلب وسحب البساط من تحت حملة "الناتو".
ثالثاً: سحب السلاح الثقيل من كل الفصائل الإرهابية، على طول خطوط التماس مع الجيش السوري وحلفائه، على مسافة من 15-20 كم، وعدم عودته إليها نهائيا.
رابعاً : تأمين مدينة حلب من القصف، نهائيا.
خامساً: تطهير المنطقة المنزوعة السلاح من "جبهة النصرة" وحليفاتها، بالتعاون بين روسيا وتركيا في حال عدم إنسحابها ذاتيا من المنطقة منزوعة السلاح قبل 15 /10 / 2018، وضمان عدم عودتها إلى المنطقة المنزوعة السلاح نهائيا، وأتاح للحلف السوري
ضربها في المناطق غير منزوعة السلاح بصورة عامة، وفي حال مهاجمتها بأية طريقة للقواعد الروسية بخاصة.
سادساً : فتح طرق حلب- اللاذقية. / حلب — حماه. / اللاذقية — حماه.
سابعاً: التأكيد على تنفيذ القرار "2254" وفق مساري "أستانا" و"جنيف" معاً، بما في ذلك ضرورة الإتفاق على تشكيل لجنة صياغة الدستور من ممثلي الحكومة، والمعارضة، والمجتمع المدني.
ثامناً : تعهد تركيا بالسيطرة التامة على كل المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا في إدلب مما يعني طرد كل التشكيلات الإرهابية منها، وتحمل تركيا مسؤولية تسرب أي إرهابي إلى الداخل التركي، مما يعني الشروع التركي بتنفيذ القرار "2170" المتعلق بالارهاب.
تاسعاً: إقحام آردوغان تصورا فرديا للصراع مع الأحزاب التي إتهمها بالإرهاب"PKK و PYD" بينما لم يتم إتخاذ اي قرار مشترك في هذا الشأن، لأن الرئيس بوتين لم يذكر ذلك خلال تصريحه.
عاشراً: لجم "جبهة النصرة" الإرهابية من جهة ، ومنع حدوث كارثة إنسانية للمدنيين، وتعميق عمليات الفرز بين المسلحين، من جهة ثانية، إضافة إلى أن هذا الإتفاق قد قطع الطريق على محاولات قوى "الناتو" خلط الأوراق من جديد ، وبناء على ما سبق لم يبق
لأطراف العدوان على سوريا سوى تدخل الكيان الصهيوني من جديد وقصف مواقع سورية ، فالغارة العسكرية التي شنها طيرانه وإسقاط الطائرة الروسية دليل على أن حلف العدوان فقد صوابه أمام هذا النجاح الروسي.
لكن نتائج المغامرة كانت صفعة أخرى لقوى العدوان فالرد الروسي حمّل اسرائيل مسؤولية ما حدث، وتصريح الرئيس، فلاديمير بوتين، عليها وضع الكيان في موقف حرج، حيث يتم وضع قواعد جديدة للإشتباك، عنوانها لجم
العدوانية الصهيونية كما ستكشف قادمات الأيام.
وهكذا تم قلب الطاولة على رؤوس كل من حاول إستغلال الوضع في إدلب لإفشال مساري "أستانا" و"سوتشي".
. أمّا إدلب فهي جزء لا يتجزأ من الوطن، وهي عائدة للوطن مثلها مثل كل بقعة عزيزة قد عادت متحررة كريمة
وأضاف مسعد، وفق تصريحنا الاخير نرى أن:
عقد أي مؤتمر دولي عن سوريا، يفترض أن يأخذ بعين الإعتبار تحقيق أربعة أهداف رئيسية، منها ما أنجز، ومنها ما يجب أن يتم إنجازه، وهي:
أولاً: إنتهاء الحرب التي بدأت منذ سبع سنوات بهزيمة الإرهابيين المرتبطين بـ "القاعدة" و"تنظيم داعش" الإرهابيين ، وما يسمى بـ"السلفية الجهادية" الحاضنة الروحية ومفرخة المتطرفين.
ثانياً: إنتصار روسيا وحلفائها إنتصارا كاسحا يفترض أن ينظر إليها وإلى أطراف حلفها بإعتبارها الحكم الذي يقرر تحديد مصير سوريا والضامن للحل السلمي.
ثالثاً: إستمرار الرئيس بشار الأسد رئيسا شرعيا للدولة السورية حتى 2021 وهو الذي يتحدث بإسمها. وحقه بالترشح بعدها.
رابعاً: إعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين واجب دولي أممي يتعين على المجتمع الدولي المشاركة فيه بكل مسؤولية وان لا يكون محل إبتزاز سياسي.
خامساً: رفع الحصار عن سوريا والعقوبات عن السوريين.
سادساً: إستثمار كل المسارات ذات المحصول الإيجابي من "جنيف" و"أستانا" و"سوتشي" بما يتيح الوصول للحل السلمي وتطبيق مقررات "فيينا1+2" و"2254".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.