أفاد المجلس بأن القوات الأمريكية الموجودة في مدينة الرطبة انسحبت من المدينة وعادت إلى قاعدة عين الأسد التي تبعد 90 كم غرب الرمادي.
هذا وفجر الانسحاب، مفاجأة للأوساط العسكرية والسياسية في المحافظة، ما دفع السلطات المحلية للمطالبة بتعزيزات أمنية للمدينة، خاصة بعد توزيع تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا) منشورات تتضمن تهديدا للسكان والقوات الأمنية هناك.
وتعليقا على هذا الموضوع قال محافظ الأنبار علي فرحان إن "الإنسحاب الأمريكي من الرطبة تم عبر الاتفاق بين القيادة العامة للقوات المسلحة أو العمليات المشتركة، مضيفا أنه بغض النظر عن هذا الإنسحاب فإن القوات الأمريكية متواجدة في مواقع في وقواعد أخرى".
من جانبه قال المحلل السياسي العراقي، مناف الموسوي، إن "القوات الأمريكية موجودة بطلب من الحكومة العراقية وبالتالي عملية الانسحاب تكون من خلال اتفاق مشترك بين الجانبين، مرجحا أن يكون هذا الانسحاب بطلب من الجانب العراقي، لأن القوات العراقية قد أصبحت قادرة علي القيام بمهامها .
وأوضح الموسوي أن القوات الأمريكية موجودة في هذه المنطقة لمهام التدريب والمعلومات الاستخباراتية فهي لا تمثل قوة برية أو قوة قتالية بقدر ما تمثل غطاء جويا ، مقللا من المخاوف من أن يتسبب هذا الانسحاب في تسهيل عملية تحرك الدواعش مابين سوريا والعراق، لأن القوات الأمنية قادرة علي التعامل مع مثل هذه الإشكاليات ، بعد أن نجحت في مناطق كثيرة مثل الموصل .
وأكد المحلل السياسي العراقي أن انسحاب الفوج التابع لقيادة شرطة الأنبار هو انسحاب تكتيكي ولا يمثل خطرا أمنيا ، مشيرا إلي أن الخوف بين أهالي القضاء مسألة طبيعية حيث سبق وتعرضوا لعملية نزوح وتركوا مناطقهم كما أنه في الفترة الأخيرة بدأت تنشط بعض الخلايا النائمة لداعش.
واستبعد الموسوي أن يكون هناك انسحابا كليا للقوات الأمريكية من العراق في الوقت الحاضر ولكن مجرد عملية تغيير أو نقل للقوات من مكان لآخر .
وحول تأثير هذا الانسحاب علي صحوات العراق قال الشيخ، وسام الحردان رئيس صحوة أبناء العراق إن "لدينا عشرة آلاف عنصر صحوة مؤهلين في عموم الأنبار لكن غير مسلحين وترفض الحكومة نشرهم حتى الآن، مضيفا أنهم يقاتلون "داعش" بإمكانياتهم الذاتية وأن الجيش والشرطة انتشروا ولم يتم إعلامهم بأي عملية.
إعداد وتقديم: دعاء ثابت