رواد الفضاء الأوائل على المريخ لن يتمكنوا من سماع صوت خطواتهم

تبلغ تكلفة كل بدلة فضائية لرواد فضاء ناسا 180 ألف دولار، وتبلغ تكلفة بدلة السير في الفضاء 15 مليون دولار.

ترجع تكلفتها الباهظة إلى الهيكل المعقد، حيث تحتوي بدلة الفضاء عددا من الأجهزة وأجهزة الاستشعار لتزويد الأشخاص بالأكسجين ومراقبة صحتهم وما إلى ذلك. في الوقت نفسه، فإن البدلات بعيدة عن الكمال - فالبدلات تعيق الحركة، وتتخذ الكثير من القوة بسبب الوزن الكبير وتكون غير مريحة بشكل عام، بحسب ما نشر موقع hi-news.

وكجزء من مهمات أبولو، يعتقد أن رواد الفضاء الذين زاروا القمر قد سقطوا 27 مرة وتعثروا عدة مرات تقريبًا. بالإضافة إلى حقيقة أن البدلات لا تسمح بالحركة الكاملة، فإنها تحرم رواد الفضاء تمامًا من السمع تقريبًا، حيث يتحدثون مع بعضهم البعض من خلال الميكروفونات وسماعات الرأس، ولا يسمعون الفضاء المحيط بسبب كثافة البدلة. في الآونة الأخيرة، أصبح العلماء مقتنعين مرة أخرى بأن ضعف السمع يمنع الناس من المشي بشكل صحيح ويسبب السقوط. يبدو أن مستعمري المريخ في المستقبل سيرتدون أحذية مع ميكروفونات.

دور السمع في الكود

نحن لا نلاحظ ذلك، ولكن أثناء المشي، يحل جسمنا عددًا كبيرًا من المهام. من أجل عدم السقوط ، لا نحتاج فقط إلى رؤية الفضاء المحيط - فالأصوات تعطينا معلومات إضافية حول المسافة إلى الأشياء، وكذلك نوع السطح تحت أقدامنا: الأرضية، والأسفلت، والحصى، وما إلى ذلك.

لطالما اقترح العلماء أن عدم قدرة الناس على سماع خطواتهم الخاصة يؤدي إلى تدهور في الحس العميق. هذا هو اسم قدرة الشخص على الشعور بموقع أجزاء من جسده بالنسبة لبعضها البعض وفي الفضاء. مع ضعف الحس العميق، هناك فرصة متزايدة للتعثر أو السقوط أو السير في الطريق الخطأ.

لماذا لا يستطيع الناس المشي بشكل مستقيم؟

في الآونة الأخيرة، قرر علماء من الإمارات العربية المتحدة التحقق من مدى سوء تحرك الشخص عندما لا يسمع خطواته. دعا مؤلفو العمل العلمي 14 بالغًا إلى المختبر الذين لم تكن لديهم مشاكل مع الجهاز الدهليزي.

وتم تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين: قامت المجموعة الأولى بخطوة 50 خطوة وأعينهم مغلقة وآذانهم مفتوحة، وفعل الأشخاص من المجموعة الثانية نفس الشيء مع سماعات الرأس ذات الضوضاء البيضاء حتى لا يسمعوا دوي أقدامهم.

اتضح أنه في غياب القدرة على سماع قعقعة أقدامهم، لا يستطيع الناس المشي بهدوء في مكانهم. منذ البداية تقريبًا، بدأ المتطوعون من المجموعة الثانية في الابتعاد - في الخطوة الخمسين ابتعدوا عن النقطة الأولية بمقدار 14.5 سم. والأشخاص الذين لديهم آذان مفتوحة ، إذا تحركوا قليلاً إلى الجانب، فليس كثيرًا.

بدلات الفضاء للقمر والمريخ

بالنظر إلى أنه أثناء وجودهم داخل بدلة الفضاء، لا يسمع رواد الفضاء عمليا الفضاء المحيط، فقد تنشأ مشاكل مع استعمار القمر والمريخ في العقد المقبل. سيكون من المؤسف مشاهدة كيف طار رواد الفضاء إلى القمر أو المريخ على متن سفينة ضخمة تبلغ قيمتها عدة ملايين أو حتى مليارات الدولارات، وتعثرت وسقطت.

يتم تحسين بدلات الفضاء باستمرار، وفي الوقت الحالي، قام المهندسون بإصلاح العديد من المشكلات التي تم اكتشافها على مدار الخمسين عامًا الماضية. على سبيل المثال، وجد سابقًا أن بدلات الفضاء لا توفر الاتصال الضروري بين القدم والحذاء. كما اشتكى رواد الفضاء من أن البدلات لم تتبع آليات حركة مفصل الكاحل مما أدى إلى إجهاد شديد. تم تصحيح كل هذه العيوب، بما في ذلك بدلات الفضاء المصممة لإرسال الناس إلى القمر والمريخ. لكن يبدو أنه سيتعين على المهندسين إجراء تغيير آخر عليهم.

يحتاج الخبراء بطريقة ما إلى تزويد رواد الفضاء بالقدرة على سماع الفضاء المحيط جيدًا. ببساطة، من المستحيل عمل ثقوب في الخوذة لعدة أسباب. أولاً، الغلاف الجوي للمريخ وأي كوكب آخر يشكل خطراً على صحة الإنسان. ثانيًا، لا تنتقل الأصوات على سطح المريخ بالسرعة نفسها التي تنتقل بها على الأرض. من أجل سماع الخطوات جيدًا، يحتاج علماء الفلك إلى نظام لمضاعفة تضخيم الشائعات المحيطة. في الوقت الحالي، يُعتقد أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي بناء ميكروفونات في أحذية رواد الفضاء. سوف يلتقطون أصوات الخطى وينقلونها إلى مكبرات الصوت المثبتة في رأس البذلة.

ليس من الواضح ما إذا كانت نتائج التجربة ستؤخذ في الاعتبار عند إنشاء بدلات فضاء جديدة. ولكن سيكون من الجيد أن تُمنح الفرصة لرواد الفضاء لسماع الفضاء المحيط - إذا تعثروا باستمرار، فقد تتوقف مهمات استكشاف القمر والمريخ.