كأنهن فقدن عزيزا.. الصدمة تسيطر على فتيات المدارس الأفغانية بعد إعادة "طالبان" إغلاقها

حالة من اليأس والإحباط سيطرت على الفتيات الأفغانيات صباح اليوم الأربعاء، بعد أن توجهن في كامل الاستعداد لتلقي التعليم المدرسي بناء على دعوة من وزارة التربية والتعليم التي تسيطر عليها "طالبان"، إلا أنه بعد حضورهن ساعات قليلة من اليوم الدراسي غادرن سريعا بعد أن قررت طالبان إغلاق مدارس الفتيات.

كابول - سبوتنيك. وأثارت الوزارة حالة من الغضب على نطاق واسع إثر هذا القرار وسط صفوف "طالبان" ومسؤولين أمميين وعامة الناس بسبب اتخاذ قرارين متناقضين في غضون 24 ساعة.

وقالت المبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون المرأة الأفغانية، رينا أميري في تغريدة لها اليوم الأربعاء، إن القرار الذي اتخذته طالبان انعكس على الثقة في حكومة الحركة أيضا، "إن الإخفاق المبلغ عنه في فتح مدارس للفتيات فوق الصف السادس في جميع أنحاء البلاد لا يضعف الثقة في التزامات طالبان فحسب، بل يبدد أيضًا آمال العائلات في مستقبل أفضل لبناتهم".

وكتب أحد أعضاء طالبان [منظمة تخضع لعقوبات الأمم المتحدة بسبب أنشطتها الإرهابية]على "تويتر"، تعليقا يقول: "وزير التعليم نائم. يجب إبعاده، فكيف لم يتمكن من التوصل إلى خطة لإعادة فتح المدارس في سبعة أشهر"، إذ أن طالبان كانت قررت فتح المدارس التعليمية أمام الذكور فقط دون الإناث في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتناقلت قنوات التلفزيون الأفغاني استهجان الفتيات بل وبكاء بعضهن من قرار اليوم، حيث قالت إحداهن عبر إحدى القنوات الأفغانية، "لماذا تفعل طالبان بنا هذا؟ لأننا ولدنا نساء؟ هل تعليم المرأة وحياتها جريمة في المجتمع الإسلامي؟".

وعلقت طالبة في الصف الحادي عشر في المدرسة، والتي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لـ"سبوتنيك": "كنت سعيدة جدًا اليوم. استعددت في الصباح للذهاب إلى المدرسة. سأبدأ دروسي. ولكن متى وصلت إلى باب المدرسة، لم يُسمح لي بالدخول وأُخبرت أن وزارة التربية والتعليم آسفة لأن الفتيات فوق الصف السادس غير مسموح لهن بالدراسة".

وقال الطلاب لدى مدرسة "بيبي عائشة" الأفغانية إنهن كن يبكين على عدم الدخول إلى المدرسة كما لو كان أحد والديهم قُتل وكان الوضع مؤلما للغاية.

وبحسب مراسل "سبوتنيك"، لم يحضر كبار مسؤولي الإمارة الإسلامية الحفل الذي أقيم في مدرسة أماني الثانوية للفتيات الواقعة حول القصر الرئاسي بمناسبة بداية العام الدراسي 1401 في كابول.

وعلى الرغم من أن وزارة التربية والتعليم أقامت حفلًا خاصًا في كابول اليوم للاحتفال ببداية العام الدراسي 1401، لم يحضر الحفل أي من كبار المسؤولين في الإمارة الإسلامية.

وبحسب ما علم مراسل سبوتنيك، "اتجه قادة الإمارة الإسلامية إلى قندهار لمناقشة تشكيل حكومة جديدة مع القائد الأعلى لحركة طالبان الملا هبة الله أخوند زادة".

وأكد مولوي نور الحق، مسؤول رفيع في حكومة طالبان، في بداية العام الدراسي، على ضرورة توحيد مقاييس التعليم، حيث قال، "يجب توحيد التعليم بطريقة تصون القيم الوطنية وتحل مشاكل الأفغان".

وأكد في تصريحاته في مستهل العام الدراسي 1401، "في عالم اليوم من المستحيل الحفاظ على الدين والوطن والقيم دون تعليم حديث".

وأعرب قاري عمر لوغاري، أحد مسؤولي شؤون الاتصالات في طالبان والذي تولى لعدة سنوات حملات لدعم الإمارة الإسلامية، في بيان له، تساءل فيه "لم نتوصل بعد إلى خطة لإعادة فتح المدارس. فكيف ستخرجون بخطة للحكومة بأكملها؟".

وأعرب الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي عن أسفه العميق لعدم بدء مدارس الفتيات في الصفوف من السابع إلى الثاني عشر، وذلك عبر منشور اليوم على حسابه بـ"تويتر".

وقال البيان: "يريد الرئيس السابق من الحكومة الإسلامية المؤقتة أن تبقي طريق تعليم الفتيات مفتوحًا لأفغانستان ومزدهرا وتنافسيا وهو أمل جميع الأفغان ولا يسمح للأجانب بتنفيذ خطة أولئك الذين يريدون أفغانستان محرومة من التعليم".