أمين الحزب الطليعي بالعراق: تعليق عضوية روسيا في "حقوق الإنسان" غير قانوني ويمثل الرؤية الأمريكية

أكد أمين الحزب الطليعي الناصري بالعراق، الدكتور عبد الستار الجميلي، أن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتعليق عضوية روسيا غير قانوني ويمثل الرؤية الأمريكية والغربية التي تكيل دائما بمكيالين في القضايا الدولية.

وقال في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إنه "من العجيب أن نجد أمريكا تتكلم عن حقوق الإنسان، وهي التي أهانت العالم كله بإبادة السكان الأصليين في أمريكا واستعبدت الأفارقة واستخدمت الأسلحة النووية في اليابان وأسلحة الدمار الشامل في كوريا وفيتنام والعراق وأفغانستان ودعمت الكيان الصهيوني"إسرائيل" في فلسطين، إذا هذا القرار غير شرعي وغير قانوني ولا يمت بأي صلة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فمن يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان هو أول من قام بانتهاكها".

وأضاف أمين الحزب الناصري، سبق لهذه الدولة "أمريكا" أن اعترضت على قرار من المجلس بانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين والتي يذبح شعبها منذ عشرات السنين، واليوم تندفع بطريقة غير عقلانية للدفاع عما تسميه انتهاكات في أوكرانيا، مع أن العملية العسكرية الخاصة في دونباس والتي يقوم بها الجيش الروسي، إنما هي عملية شرعية لأنها دفاع عن الأمن القومي الروسي الذي تهدد بانتهاك الاتفاقيات الموقعة ما بين روسيا والغرب بعد انتهاء الحرب الباردة التي منعت أي توسع للحلف الأطلسي تجاه الحدود الروسية.

وتابع الجميلي، تلك الخطوة تعكس نهاية للنظام العالمي الذي فرض بعد الحرب العالمية الثانية وانتهاء الأمم المتحدة كمنظمة، وبالتالي العالم اليوم يبحث عن نظام عالمي وجيل جديد من المنظمات الدولية، والذي نسميه في القانون الدولي "الجيل الثالث"، فالعالم يحتاج إلى نظام دولي جديد يقوم على قانون دولي إنساني وموضوعي لا يفرق بين إنسان وآخر، ويقوم أيضا على الحق والعدالة والندية بين البشرية جمعاء.

وأكد الجميلي مجددا على الوقوف ضد هذا القرار الذي يعكس الهيمنة الأمريكية الأحادية على منظمة الأمم المتحدة، ومن المفارقة أن الدول المعروفة بانتهاكها لحقوق الإنسان هي التي صوتت لصالح قرار تعليق عضوية روسيا في المجلس، وهذا التصويت في حد ذاته يمثل إهانة لحقوق الإنسان وللنظام الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لكن في كل الأحوال فإن هذا القرار ساقط عمليا، لأن هناك نظاما دوليا جديدا سوف يفرض نفسه من خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي دفع الغرب الشعب الأوكراني ليتكبد فيها ثمنا غاليا نتيجة السياسة غير الحكيمة التي اتبعتها كييف.

وكان ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، غينادي غاتيلوف، قد قال يوم الجمعة الماضية إن "الولايات المتحدة ضغطت باتجاه قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".

وأضاف غاتيلوف لقناة "روسيا 24" التلفزيونية: "لسوء الحظ، تطور الوضع الآن بطريقة احتكرت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها مجلس حقوق الإنسان عمليًا، ويقومون بتنفيذ قرارات ترضيهم في هذا المجلس، وعلاوة على ذلك، فإن القرارات لا تستند إلى القانون الدولي، وليست على أساس ميثاق الأمم المتحدة، وليس على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولكن على ما يسمى بالقواعد الدولية في فهمهم، لذلك، تطور الوضع بطريقة تمكنوا من الدفع باتجاه اتخاذ هذا القرار"، وأضاف أن القرار اتخذ نتيجة "ضغوط لا تصدق" على الدول.

وأوضح غاتيلوف: "نحن نعلم حقائق كيفية عمل المبعوثين الأمريكيين في العواصم أيضًا، ويجب الاعتراف بأنه لم تكن كل الدول مستعدة لتحمل مثل هذا الضغط القاسي لعدد من الأسباب، وهذه ممارسة مفضلة لدى الأمريكيين وحلفائهم، للضغط على الدول الضعيفة والمتذبذبة، وبالتالي إرغامها على اتخاذ قرارات قد لا تؤيدها".

وبحسب قوله، بعد اتخاذ هذا القرار، أجرى محادثات مع عدد من السفراء الذين "قالوا في لهجة اعتذارية إنهم تعرضوا لضغوط وإنهم أجبروا على التصويت بهذه الطريقة".