أسواق النفط تتوقع صدمة في حال فرض عقوبات على الواردات من روسيا

حالة من عدم اليقين تضرب أسواق النفط على وقع هيستريا العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون ضد روسيا.

وفي الوقت الذي يدرس فيه الاتحاد الأوروبي عقوبات محتملة على النفط الروسي، أبلغت أوبك الاتحاد الأوروبي بأن "العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا قد تخلق واحدة من أسوأ صدمات المعروض النفطي على الإطلاق، وأنه سيكون من المتعذر استبدال الكميات المفقودة المحتملة في إمدادات النفط الروسي".

وقال الأمين العام لأوبك، محمد باركيندو، خلال اجتماع مع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي في فيينا إن "التقلبات الحالية في السوق ناتجة عن عوامل غير أساسية خارجة تماما عن سيطرة أوبك".

كان مسؤول بالمفوضية الأوروبية قال إن الاتحاد الأوروبي كرر، الاثنين دعوته أثناء اجتماع مع أوبك لأن تدرس الدول المنتجة للنفط إمكانية زيادة الإمدادات لتهدئة زيادات حادة في أسعار الخام، محملا أوبك مسؤولية ضمان توازن أسواق النفط، إلا أن أوبك أبلغت ممثلي الاتحاد الأوروبي، أنه من غير الممكن استبدال الخسارة المحتملة في المعروض من النفط الروسي.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال المستشار المالي تركي فدعق، إن "روسيا ليست لاعب صغير في الأسواق العالمية والحظر على نفطها سيؤدي إلى فقد 7 ملايين برميل يوميا يصعب تعويضها من منتج آخر، وهي كمية تمثل ما يزيد عن 7 بالمئة من الطلب العالمي، ما سيؤدي إلى ارتفاع كبير جدا في الأسعار، ويدعم ذلك الاتجاه التوجه نحو إيجاد عملة أخرى لنظام الاحتياطي النقدي العالمي بخلاف الدولار، وهو ما ظهر في ارتفاعات أسعار الذهب".

وقال فدعق إن "أوبك لا تستطيع رفع الإنتاج إلا بحدود معينة"، مشيرا إلى أن "السعودية كان لها في السابق طاقة إنتاجية كامنة تتراوح بين 12 - 14 مليون برميل، لكن مع توجه العديد من الدول إلى استثمارات جديدة كبديل عن النفط لا توجد دولة في العالم يمكن أن تعوض الصادرات الروسية، وبالتالي ستكون أوبك جميعها عاجزة عن تعويض الكمية الفاقدة"، مؤكدا أن "تغيير هياكل الطاقة والاعتماد على بدائل يحتاج إلى مدة طويلة قد تصل إلى عقدين".

وأوضح الخبير الاقتصادي وأستاذ التمويل والاستثمار، وائل النحاس، أن "كل ما يحدث من مناورات أوروبية وأمريكية على المشتقات النفطية الروسية الآن يهدف إلى فصل روسيا عن أوبك، حتى لا يكون هناك أوبك بلس، لأنه بعد دخول روسيا نجحت أوبك في السيطرة على الأسعار، ومنع تدخل أي طرف من الأطراف العالمية والدولية للضغط على الخليج لخفض أو زيادة الإنتاج".

وأكد الخبير أن "العالم يحتاج للنفط الروسي لكن الضغط على روسيا يهدف إلى الضغط على سعر النفط العالمي حين تلجأ روسيا لتخفيض أسعار نفطها".

واعتبر المحلل السياسي، إسماعيل خلف الله، أن "الدول الفاعلة في الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وفرنسا كانت تتجنب التصعيد مع روسيا على أساسا أنها لن تستطيع أن تتخندق مع العقوبات التي تطالب بها أمريكا وبريطانيا ودول أوروبا الشرقية التي أصبحت ملكية أكثر من الملك، وتدرك دول أوروبا الصناعية الكبرى أن التخلي عن النفط الروسي سيكون بمثابة انتحار اقتصادي وسياسي".

وقال: "على الرغم من التوافق في البداية على العقوبات بدأ الخلاف الذي كان خلف الكواليس في الخروج أمام الشاشات ووصل إلى تراشق بين الرئيسين البولندي والفرنسي".

وأكد خلف الله، أن "هذه العقوبات تهدف إلى ضرب العلاقات الروسية الأوروبية التي نتج عنها دفء اقتصادي، لهذا لجأت واشنطن إلى إحداث هذا الزلزال، لكن العلاقات ستستمر فلا يوجد من يستطيع تعويض كميات الغاز من روسيا لا قطر ولا الجزائر، ولا حتى الغاز المسال الأمريكي المكلف جدا، والذي لا تتوفر له محطات استقبال في أوروبا. كما لا يمكن ضمان النقل عبر المحيطات، وكل ما يتداول من هذه الأطروحات هو مناورات في مواجهة الطرف الروسي".

يمكنكم متابعة المزيد عبر برنامج مساحة حرة

إعداد وتقديم: جيهان لطفي