الرسم على الجدران
زين الفنانون الشوارع وجدران النفق المؤدي إلى أسفل ساحة التحرير، والذي أصبح ملجأ للمتظاهرين. فيما قام آخرون بتنظيف الشوارع وتحضير كميات كبيرة من الطعام.
وعبرت أغلب الرسومات عن رفض الطائفية والمحاصصة والفساد، والتي اختصِرَت كلها ضمن شعار التظاهرات الرئيسي "نريد وطناً".
فن الجدران الناطقة يصل إلى احتجاجات التحرير..
— Mourinho | بؤساء (@Oficial_iq) November 4, 2019
حيث إجتهد فنانون عِراقيون، بتزيين جدران نفق ساحة التحرير، عبر "رسوم الغرافيتي"، تحمل تخليداً لأبرز أحداث إحتجاجات 25 اكتوبر#العراق_ينتفض pic.twitter.com/UmvuMgfM1F
ووثقت اللوحات التي تميزت بألوانها الزاهية والتفاؤل بمستقبلٍ جديد للعراقيين، صوراً وأحداثاً وقعت خلال التظاهرات، تشمل ضحايا سقطوا خلال الاحتجاجات.
مشهد لا يوصف من نفق #ساحة_التحرير في #بغداد حيث يجتمع شاعر ثوري طالما ابكانا بقصائده مع رسامات ورسامين لفن الغرافيتي الذي يزين جدران النفق بلوحات تجسد #ثورة_25_تشرين وتعكس اهدافها وتمجد شهدائها
— محمد سالم🇮🇶 (@mohamadsalim_89) November 5, 2019
#العراق_ينتفض #نازل_اخذ_حقي#نريد_وطن#IraqProtests#Tahrir_Square pic.twitter.com/TLQO7wrtcC
وخلدت أبرز الرسومات شخصيّة الشاب صفاء السراي،. حيث يعتبر أحد أبرز الناشطين في الحركات الاحتجاجيّة في العراق منذ عام 2011.
#صفاء_ابن_ثنوه#شهداء_25_اوكتوبر
— Naya♈ (@Naya74758386) October 30, 2019
رحمكم الله جميعاً https://t.co/17a8UOXCiW
وتعرَّض السراي لإصابة بقنبلة غاز مسيلة للدموع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتوفي على أثرها. ونفّذ المتظاهرون وصيته، بأن يتم تشييعه من ساحة التحرير في بغداد، حيث مكان المظاهرات الذي يعشقه.
فتاة تدق الأوشام مجانا على أجساد المتظاهرين
اتخذت فتاة عراقية جريئة تدعى مرام من أحدى خيم ساحة التحرير وسط بغداد، مكانا لإظهار مهارتها في دق الأوشام المرتبطة باحتجاجات اكتوبر، حيث دقت على ذراعها الأيسر تاريخ "25 أكتوبر"، وهو موعد انطلاق الموجة الثانية من الاحتجاجات المتواصلة في العراق.
وقالت مرام صاحبة الشعر القصير: "الناس لا تتقبل بسهولة أن تقوم فتاة بدق الوشم"، مشيرة إلى "البنات اللواتي يقمن برسم الوشم يعملن عادة في الصالونات وللبنات" فقط.
وأضافت مرام: "لكني قررت الخروج عن المألوف قليلا، لأن التغيير ضروري"، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وراح أصدقاء مرام يصطفون للحصول على وشم تذكاري تدقه مجانا، و"ثمة أشخاص قرروا التبرع بمواد طبية أو ملابس، وأنا قررت التبرع بهذا الشيء".
لو سمحتو واحد نفر لبغداد 😭 ياربي شنو هالجمال 🥺احلى شي السينما 🤤 #التحرير #شاطئ_التحرير ❤️ pic.twitter.com/MgweWanCav
— Nabaa Lj ღ (@Nlj_96) December 15, 2019
ودقت هذه الفنانة، ما لا يقل عن 15 وشما على صلة بالاحتجاجات، بينها "25 أكتوبر" ونصب التحرير وكمامة الغاز التي يستخدمها المتظاهرون بشكل واسع اتقاء من القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها القوات الأمنية.
دعم المنتجات الوطنية
في مبادرة مهمة ورائدة ، بادر مجموعة من المتظاهرين إلى إطلاق حملة تهدف لدعم المنتج العراقي المحلي، لاسيما أن هناك تجارب صناعية في العراق يشار لها بالبنان.
وأطلق ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملة "صنع في العراق" مخصصة لدعم المنتجات العراقية، الغاية من ذلك بحسب القائمين على الحملة هو توعية المواطنين بأهمية دعم المنتجات الوطنية بجميع المجالات وفتح المجال أمامها ودعمها وعدم اقتناء أي منتج غير محلي.
وتناقل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، صورا كتب عليها "معا لدعم المنتجات الوطنية"، وأخرى كتب عليها "صنع مع الحب في العراق".
وقد أشاد كثيرون بهذه التجربة الإعلامية الوطنية التي دعت إلى استنهاض الصناعة المحلية ودعم المنتج العراقي.
القضاء على التحرش
وتقطع الفتيات، بعد المرور من منطقة فضوة وعرب الشعبية، المليئة بأصحاب الدراجات النارية ومحلات تصليحها، الطريق سيرا على الأقدام في سوق شعبي لبيع مختلف أنواع السلع بأسعار رخيصة أغلبها "حاجة" قطعة بألف دينار عراقي، حتى الجوارب، والملابس الأجنبية المستعملة، التي تستقطب الفقراء، نحو ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، حيث يتجمع الآلاف من المتظاهرين فيها منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتقول سمر في حديث لـ"سبوتنيك": من كانت تستطيع الذهاب إلى "الباب الشرقي" "حيث تقع ساحة التحرير بالقرب منه، في قلب بغداد"، بأسواقه الشعبية التي لا يرتادها إلا الرجال، ولا يسمح للفتيات بالمرور سابقا تجنبا لأي تحرش لفظي، أو جنسي، حتى لو كانت الفتاة ترتدي العباءة".
وتسلك سمر 22 عاماً... ذات الطريق يوميا نحو ساحة التحرير، دون خوف من أي مضايقات وتحرش عن ملابسها أو ملامح وجهها، وانحناء خصرها، وهي ترتدي بنطلون جينز، وبلوزة قصيرة، تحمل بقلبها القوة في مشاركتها بالمتظاهرات والمطالب التي أطاحت برئيس الحكومة، وفرحا بتغلبها مع جميع المتظاهرات وبدعم من المتظاهرين، على ظاهرة التحرش التي كانت أحد أبرز مشاكل المجتمع.
ويساند الشباب، والفتيات بعضهم البعض، في العمل على تأمين كل ما يحتاجه المتظاهرين من المستشفيات المصغرة، والمفارز الطبية، والطعام والشراب وغيرها من الحاجيات لإنجاح الثورة، والصمود حتى تحقيق المطالب جميعها.
ويواصل المتظاهرون في بغداد، ومحافظات وسط وجنوب العراق، مع انضمام المعتصمين، في المدن الشمالية، والغربية، احتجاجاتهم للشهر الثالث على التوالي تحت المطر، وموجة البرد التي حلت مؤخراً، ورغم استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، مطالبين بحل البرلمان، ومحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وإجراء انتخابات مبكرة.
