وإلى نص الحوار:
- ما هي خريطة تمركز الجيش على الأرض في العاصمة طرابلس في الوقت الراهن.. وهل حدث أي تراجع بعد إعلان الهدنة؟
القوات متمركزة في أماكنها، وخلال الهدنة لم تتغير مواقعها داخل العاصمة طرابلس، وتتوزع القوات بطريقة تؤمن إتمام المهمة في أي لحظة، والدخول إلى ما تبقى من العاصمة طرابلس.
كما نؤكد أن كل المليشيات والمرتزقة تحت نيران قوات الجيش، وهناك سيطرة كاملة على الوضع، وصد لكل محاولات المليشيات والطائرات المسيرة، ولم تستطع المليشيات تغيير أي شيء من موازين القوى على الأرض.
كما تمكن الجيش من إسقاط نحو 142 من المرتزقة في صفوف المليشيات الذين يزجون بالمرتزقة السوريين في المقدمة.
- فيما يتعلق بالأرقام التي تعلن، سواء القتلى أو الذين وصلوا إلى العاصمة طرابلس، ما مدى دقة هذه الأرقام؟
لدينا مصادرنا في كل الأماكن هم من يمدونا بكافة المعلومات، وبالأسماء والكشوف والمعلومات الدقيقة؟
- كم عدد المرتزقة الذين وصلوا إلى ليبيا.. وكيفية دخولهم؟
- بشأن محادثات اللجنة العسكرية (5+5) الأخيرة… ما نقاط الخلاف التي حالت دون الوصول إلى نتائج ملموسة حتى الآن؟
نقطة الخلاف الأساسية حتى الأن تتعلق بتفكيك المليشيات، خاصة أنه لا يمكن استقرار الوضع وبسط الأمن دون نزع سلاح المليشيات، ولا يمكننا الحديث عن استقرار ليبيا دون هذه الخطوة؟
- هناك معضلة بشأن توصيف المليشيات… هل ينطبق الأمر على كافة القوات في الغرب الليبي أم على البعض منها؟
جئنا إلى القاهرة في فترات سابقة والتقيا بمن يقولون أنهم يمثلون الجانب الأخر من العسكريين، وكل الاتفاقيات معهم فشلت، كما جلسنا 6 مرات مع فايز السراج واتفق معه المشير أكثر من اتفاق، إلا أن جميعها فشلت بعد توجه السراج ليستشير حكومته، نظرا لأن القرار ليس بيد حكومة الوفاق، بل بيد المليشيات وأمراء الحرب، ولو نظرنا على التشكيلة الموجودة سنجدها تابعة لقادة جهويين لا لحكومة الوفاق.
كما أن هناك بعض التشكيلات الإرهابية المؤدلجة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ومنا مليشيا تابعة للصادق الغرياني مفتي الجماعة، وما يؤكد عدم تبعيتها للوفاق أيضا أنها لم تلتزم بقرار وقف إطلاق النار رغم إعلان الهدنة.
- إذا هناك معضلة كبيرة بشأن دمج الأجسام العسكرية في الجيش… كيف يمكن ذلك؟
ضمها بشكل فردي بعد نزع أسلحتها وتفكيكها لا مشكلة فيه، إلا أن بقاءها بهيئتها الحالية غير ممكن، وهنا نتحدث عن الشباب الذين يمكن احتوائهم في المؤسسة العسكرية وتدريبهم بشكل سليم، ويستثنى من ذلك المليشيات الإرهابية.
اللغة التي دفعتهم إلى التفاوض هي اللغة العسكرية، أم المسارات الأخرى أصبحت واضحة، خاصة أن الحلول العسكرية هي آخر الحلول السياسية، خاصة أن الشعب الليبي يعيش معاناة متواصلة من انتشار الجرائم والسرقة والقتل، ولا يمكن لليبيين الصمت أكثر من ذلك، والجيش ينفذ إرادة الشعب الليبي.
- يتحدث الجانب الأخر في طرابلس عن وجود مرتزقة يقاتلون إلى جانب قوات الجيش الليبي.. ما حقيقة هذا الأمر؟
الحديث عن أي شيء دائما بحاجة إلى البراهين التي تؤكد ذلك فالاتهامات الجزافية لا تعني أي شي، وعندما نتحدث نحن عن وجود مرتزقة في صفوفهم فهو باعتراف أردوغان الذي اعترف بذلك، كما لدينا مقاطع الفيديو التي أكدت ذلك أكثر من مرة، وحين قلنا أن هناك مرتزقة طيارين أثبتنا ذلك بعد القبض على من سقطت طائراتهم، وحين تحدثنا عن أسلحة تصل من تركيا فإنها رصدت وصورت.
لكن فيما يتعلق باتهاماتهم فهي لا دليل عليها، وحين تحدثوا مؤخرا عن وجود مقاتلين روس اتضح الأمر أنهم أوكرانيين في طرابلس، وهم دائما ما يتحدثون دون أدلة.
- بشأن تشكيل المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا.. برأيك ما مدى أهمية تشكيل المجلس في الوقت الراهن وهل يمثل الشارع الليبي؟
صوت الإرادة الشعبية أصبح مهما للواقع الداخلي والخارج أيضا، ولا شك أن القول بأن هناك إرادة الشعبية لا بد أن يكون هناك ما يعكس ذلك، وما حدث في ترهونة يمثل هذه الإرادة دون أي تأثير أو تدخل، وهو ما يكد على أن الجيش الليبي ينفذ مطالب الشارع الليبي.
- فيما يتعلق بالمبعوث الأممي غسان سلامة.. كيف تقيم دوره خاصة فيما يتعلق بالمشاورات العسكرية؟
غسان سلامة للأسف أوصل نفسه إلى طريق مسدود، خاصة أنه كان عليه حل أزمة الترتيبات الأمنية وهي المعضلة الأساسية في اتفاق الصخيرات، أما أن نذهب إلى مسارات أخرى فهذا يعني إما عدم إجادة التعامل مع الملف، أو أن هناك بعض الأمور غير المنظورة التي لا أود أن اتهم بها غسان سلامة، لكن ما سجل على غسان سلامة من ممارسات يذهب بنا إلى إدانته، خاصة أننا جميعا سمعنا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتحدث عن إرسال أسلحة وقوات ويخرج سلامة يتحدث عمن يرسل أسلحة ومقاتلين دون أن يذكر اسم الدولة.
ونؤكد أنه لا مجال لأي تفاوض أو أي عمل سياسي أو اقتصادي ما لم يبنى على أصل القضية وجوهرها وهو خروج المليشيات من المشهد.
- لكن المجتمع الدولي يقول أنه لا بديل عن الحل السياسي، وأنه يجب استبعاد الخيار العسكري..كيف يمكن حل هذه الإشكالية؟
بدأ العالم أخيرا يقتنع، كما أن التطورات الأخيرة أكدت أن مشكلة ليبيا هي مشكلة أمنية، ويجرى العمل في الوقت الراهن على هذا الجانب، حتى أن الإخوان يعملون حاليا على تقديم المليشيات كقربان للبقاء والدخول على الخط السياسي.
- ما حجم الأسلحة والمعدات التركية الموجودة في العاصمة طرابلس الأن؟
هناك طائرات مسيرة ومدافع موجهة وهاون وعربات ومدرعات وطائرات تصوير.
المؤكد أنه لا يمكن هزيمة شعب، من يقاتل المليشات هو الشعب، وحين نفكر بهذه الطريقة اعتقد أن الشعب قادر على المواجهة.
- متى يمكن استئناف العمليات العسكرية وانتهاء الهدنة المعلنة؟
الهدنة تم الاتفاق عليها بشكل مبدئي ولم نوقع عليها، وهناك خروقات مستمرة، وبإمكان الجيش أن يستفيد من هذه الخروقات، كما تحدث المشير خليفة حفتر في الفترة الماضية وقال، إن صبرنا بدأ ينفذ، ولو استعدنا العمليات العسكرية معناها دخولنا إلى ما تبقى من العاصمة.
- كيف تقيمون الموقف الروسي من الأزمة في ليبيا؟
روسيا دولة دائما تهتم وتحب التعامل مع إرادة الشعوب، وهي تدرك أن خيار الشعب الليبي يتمثل في القوات المسلحة، ولأن المشير قدم النموذج الحقيقي على قدرة القيادة وثبات الرأي وصحة التوجه، فمن الطبيعي أن تحظى القوات المسلحة باحترام روسيا، التي تحاول مساعدته والوقوف مع الشعب الليبي.
أجرى الحوار: محمد حميدة