"فانتوم" مجهولة في المجال الجوي السوفيتي و سرعة 1.4 ماخ.
طائرة غريبة:
وقع الحادث في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1973، في السماء فوق الحدود السوفييتية الإيرانية في منطقة وادي موغان. وكانت هذه المنطقة غير هادئة للدفاع الجوي السوفيتي وجيدة لإجراء استطلاع في أراضي الاتحاد السوفيتي. وسمحت تضاريس الحدود لطائرات الاستطلاع التابعة للعدو بالقيام بمهامها، والعودة إلى إيران دون عقاب.
في ذلك اليوم، رصد نظام الدفاع الجوي الأرضي مرة أخرى انتهاك الحدود. وقد تم إرسال الكابتن البالغ من العمر 35 عاما، غينادي يليسييف، نائب قائد سرب فوج الطيران المقاتل 982، لاعتراض الطائرة المجهولة — وحلق لتنفيذ مهمة على متن طائرة "ميغ-21أس أم". في وقت لاحق تبين أن الطائرة الإيرانية RF-4C فانتوم قد غزت المجال الجوي للاتحاد السوفييتي.
وكان على متن الطائرة الإيرانية طياران، كان يقود الطائرة الطيار العسكري الإيراني محمد شوكوني والطيار الآخر كان جون سونديرس الأمريكي (حينها كانت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة جيدة)، وأمروا بأنه إذا فشلت العملية، أن يزعموا أن المدرب الأمريكي يدرب الطيار الإيراني على التحليق على طائرة جديدة وأنها دخلت المجال الجوي السوفيتي عن طريق الخطأ، وفقد الطيار المسار بسبب عدم خبرته.
يجب إسقاطها مهما كلف الأمر:
وتمكنت "ميغ" اللحاق بطائرة التجسس عند مخرج المجال الجوي السوفييتي، وكانت سرعة "فانتوم" في تلك اللحظة حوالي 1.4 ماخ. وقرر يليسييف بإطلاق النار لضربها، لأنها كانت طائرة حربية، وليس طائرة نقل. وأطلق صاروخين "جو جو" في جهة "فانتوم". ولكن تمكنت الطائرة المنتهكة من الإفلات من الصاروخين، بإطلاق الفخاخ الحرارية كلها.
ولم يرضى الكابتن أن يترك الطائرة المنتهكة دون عقاب، وجاءت الأوامر من الأرض "إسقاط الطائرة بأي ثمن". لا يجب على "فانتوم" المغادرة، وحينها قرر يليسييف بالاصطدام مباشرة بالطائرة. ووجه "ميغ" نحو العدو.
وكانت نتيجة التصادم أن الطائرة السوفيتية تحطمت في الجو، ولم يتمكن يليسييف من قذف نفسه في الوقت المناسب. وتم منحة لقب بطل الاتحاد السوفييتي بعد عدة أيام. أما طاقم طائرة "فانتوم" بقي على قيد الحياة وتمكن من مغادرة الطائرة المتضررة في الجو. وكان في انتظارهما حرس الحدود. وعاد الطياران إلى إيران. وقد توفي محمد شوكوني في عام 1982 في الحرب الإيرانية العراقية عندما أسقطت طائرة "ميغ" العراقية "فانتوم".