القصر الطائر
كان حجم الطائرة مثير للإعجاب. طورها المصمم أندري توبوليف على أساس القاذفة تي بي-4. وكان طول "أ إن تي-20" 33 مترا وباع جناحيها 63 مترا، وكان أكبر ب15 مرة من أكبر طائرة في ذلك الوقت- السفينة الطائرة الألمانية دورونيو دو إكس.
كانت الطائرة مزودة بثمانية محركات إم-34إف إر إن بقوة 900 حصان. في البداية كان يخطط لتزويدها بستة محركات، لكنها لم تكن كافية للعملاق بوزن 30 طنا.
وكان يمكن استيعاب ما يصل إلى 48 شخصا في مساحة 100 متر مربع، وفي داخلها كراسي فسيحة وسجاد وطاولات مع مصابيح وستائر على النوافذ. ويوجد فيها غرفة طعام يمكن تناول الوجبات الخفيفة الباردة والساخنة، ومكتبة ومراحيض ومغاسل وحجر للأمتعة.
سلاح دعاية
يمكن أن يكون "مكسيم غوركي" بمثابة طائرة نقل أو ركاب أو قاذفة أو مقر جوي للقيادة العسكرية أو "الطائرة رقم 1" لقيادة البلاد. ومع ذلك بقي الغرض الرئيسي ل أ إن تي-20 الدعاية.
كانت الطائرة مجهزة بتبادل هاتفي تلقائي مع 16 رقمًا للتواصل بين مكاتب الخدمات. سمح البريد الهوائي لقائد الطائرة بتبادل الرسائل مع مشغل الراديو والصحفيين.
تم تجهيز أ إن تي-20 بمكبر صوت قوي ومكتبة تصوير وطباعة، والتي بفضل محطة الطاقة الخاصة المثبتة هناك، كان يمكنها طباعة ما يصل إلى 10 آلاف منشور في غضون ساعة.
الكارثة
لسوء الحظ، كانت خدمة الطائرة العملاقة قصيرة الأجل. تمكنت من القيام ببعض الرحلات الناجحة فقط.
في ربيع عام 1935، كان سيتم نقل أ إن تي-20 إلى المفرزة الجوية تحت اسم غوركي. للاحتفال بهذا الحدث، في 18 مايو/ أيار، نظمت رحلة احتفالية فوق موسكو.
حلقت الطائرة في السماء وعلى متنها 38 شخصًا: عمال المصنع الذين أنشأوا العملاق، وكذلك أفراد عائلاتهم، بمن فيهم سبعة أطفال. وأرسلوا طائرات إر-5 ومقاتلات إي-5 لمرفقتها، لكي يظهروا للجمهور كم هو كبير حجم "مكسيم غوركي".
أثناء الطيران، بدأ طيار إي-5 نيكولاي بلاغين بأداء مناورات بهلوانية بالقرب من أ إن تي-20، وكان يريد أن ينفذ مناورة الحلقة (الدوران حول العملاق)، لكنه فقد السيطرة. سقطت المقاتلة، بعد أن فقدت السرعة، على "مكسيم غوركي" التي كانت تحلق تحتها، وضربت جناحها الأيمن.
حلقت الطائرة أ إن تي-20 10-15 ثانية بعد ذلك، ثم تحطمت وسقطت على منزل في ريف سوكول. توفي 49 شخصا: 38 راكبا و11 من أعضاء الطاقم، وكذلك طيار إي-5، حسب موقع rbth.
هل هي لعنة؟
لم يتم إغلاق مشروع "مكسيم غوركي" بعد الحادث. فقد تقرر بناء نسخة محسنة جديدة أ إن تي-2 بيس، المزودة بستة محركات أكثر قوة إم-34إف إر إن في (1200 حصان).
ومع ذلك، فإن مصير العملاق الجديد لم يكن أقل مأساوية. بعد مرور 272 ساعة على نقل الركاب، تحطمت في 14 ديسمبر/كانون الأول 1942 في أوزبكستان. كان ضحايا المأساة 26 راكبا و 10 من أفراد الطاقم.
ونتيجة لذلك، تم التخلي عن المشروع، ولم يتم إنتاج أي من إ إن تي-20 أو أ إن تي-20.
