لهذه الأسباب تتعثر المفاوضات بين الحكومة التشادية وفصائل المعارضة… وخبراء يكشفون التفاصيل

جولات ومشاورات في عواصم عدة جرت بين الحكومة التشادية ومجموعات المعارضة لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن.

بحسب خبراء، فإن اجتماعات الدوحة منتصف مارس/ آذار الجاري لم تتوصل إلى أية نتائج نظرا لخلافات وتباينات بين فصائل المعارضة، ومواقف أخرى من طرف الحكومة اختلف الخبراء بشأن جدتها.

وتأجل "الحوار التمهيدي في الدوحة" الذي يتم العمل عليه منذ أشهر، من موعد 27 فبراير/شباط ، قبل إرجائه في اللحظة الأخيرة إلى 13 مارس، ومن ثم تأجل ليومين، إلا أنه لم يتوصل إلى أي نتائج حتى اللحظة.

أهم النتائج

من ناحيته، قال الأكاديمي التشادي المختص في الشؤون الأفريقية، إن الحوار الذي عقد في الدوحة جمع العديد من الحركات المسلحة في العديد من الدول منها الموجودة في ليبيا وفي السودان.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن أهم النتائج التي تمخضت عن الاجتماع الأخير في قطر هو اجتماع أغلبية قادة الفصائل في مكان واحد، لكن الاجتماع لم يخرج بأي شيء ملموس، خاصة في ظل التباينات بين الحركات التي اجتمعت هناك من حيث التمثيل والتواجد على الأرض وما تمثله على الأرض.

وأشار إلى أن الجانب القطري أوضح صعوبة الحوار بين الوفد الحكومي مع أكثر من 58 تنظيما، حيث طلب الجانب القطري تكوين لجنة تمثل الفصائل المعارضة المسلحة والسياسية، إلا أنهم فشلوا في تكوين لجنة.

عدم العودة للحرب

ويرى أن نجاح المشاورات التمهيدية في الدوحة يعني عدم العودة للحرب مرة أخرى، خاصة إذا ما استجابت الحكومة للمطالب التي تمثلت في الإفراج عن المحتجزين السياسيين وأسرى الحرب، وإشراك جنودهم في الجيش.

وبحسب طاهر من المقرر ان تستأنف المفاوضات يوم غد الاثنين، إلا أن الفصائل المعارضة لم تستقر على القائمة التي تتحدث باسمها في الدوحة.

بشأن الخطوات المرتقبة خلال الأيام المقبلة أوضح أن المفاوضات مرهونة بمدى تنسيق المعارضة بينها من أجل الحوار مع وفد الحكومة، خاصة أن قطر أكدت أنها تعمل على تيسير الحوار وليست ضامنة.

البحث عن ضمانات

بحسب طاهر، فإن المعارضة تبحث عن ضامنين للنتائج التي يخرج بها الحوار، وأنهم يسعون ليكون الرئيس السنغالي أحد الضامنين أو هو بمفرده، خاصة أنه رئيس الاتحاد الأفريقي حاليا.

الحوار في الدوحة بين الفصائل المسلحة، حيث سبقه اجتماعات في روما، وكذلك مشاورات توغو بين الفصائل المسلحة والحكومة التشادية، فيما ظهرت قطر مؤخرا، وبحسب الخبير فإن كافة اللقاءات لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن.

رفع الغطاء عن الحركات المعارضة

في الإطار ذاته، قال العابد مصطفى البشير العابد مصطفى البشير، المفوض باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بتشاد، إن أهم نتائج حوار الدوحة الذي شاركت فيه أكثر 52 تنظيما هو كشف الغطاء عن حقيقة الحركات، حيث اتضح أن معظمها حركات أفراد وليست معارضة حقيقية، وأن الحركات التي لها وجود حقيقي في الميدان من بين هذا العدد الكبير لا تتعدى أربع حركات فقط.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن النقطة الأخرى تتمثل في الكشف عن سوء تنظيم الحوار، وما وصفه بـ"أسلوب الغش والتحايل" عبر جلب أشخاص من العاصمة التشادية ليشاركوا في الحوار، والتحول المفاجئ للدولة من ضامن إلى مستضيف مما يدل على عدم جدية أطراف الحوار.

واستطرد بقوله: "أهم نتيجة هي أن يد فرنسا لا زالت تعبث بالواقع التشادي، حيث حضر سفيرها السابق بقوة في الدوحة".

الحركات الفاعلة

ويرى أن القوى الفاعلة والتي تتمثل في "حركة fact "جبهة التناوب والوفاق، وكذلك "حركة ccmsr" لن تشارك في الحوار المقبل المزمع عقده لغياب الضمانات، وأن الحكومة ستقوم بمساحة وتبرم اتفاق مع حركات صورية فقط لتشارك في الحوار المزمع في العاشر من مايو/ آيار المقبل .

مشاورات أولية

في الإطار، قال عبد الرحمن يحيى المحلل السياسي التشادي، إن لحوار الفعلي لم يبدأ بعد، خاصة أن بعض الحركات قاطعت الحوار بعد وصولها للدوحة، وعلى إثر ذلك ذلك أجلت الجلسات لمدة 72 ساعة، وجرت خلالها مشاورات بين مختلف الحركات، لكنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق في ما بينها.

وأوضح أنه بعد التمديد إلى 48 ساعة إضافية التي شكلت فيها المجموعات ليس لها قوات مسلحة في الميدان، تمكنت من تكوين مجموعة من الحركات الفاعلة ميدانيا.

ملامح لم تتشكل بعد

وبشأن خريطة القوى المشاركة في الحوار النهائي، أوضح أن الأمر لم يتضح بعد، خاصة أن مجموعتين تمثلان المعارضة وهما "مجموعة روما" والتي تضم عددا من الحركات المسلحة التي لها تواجد على الميدان، و"مجموعة الدوحة" التي يغلب عليها طابع الشخصيات المستقلة، أو تلك التي لا تملك رصيدا على أرض الواقع قوة فعلية.

وكان المجلس العسكري قد تعهد إجراء "انتخابات حرة وشفافة" في تشاد قبل نهاية عام 2022، فيما يتوقع خبراء احتمالية عدم تنفيذ الخطوة خلال العام الحالي.