خبير أردني: انضمام كل من فنلندا والسويد إلى الناتو ليس بالعملية السهلة

اعتبر الباحث الأردني في الدراسات المستقبلية، وليد عبد الحي، أن انضمام كل من فنلندا والسويد إلى الناتو ليس بالعملية السهلة، كونهما بلدان محسوبان على تيار الحياد.

عمان – سبوتنيك. وقال عبد الحي، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" تعليقا على الحديث حول انضمام كل من فنلندا والسويد إلى الناتو، إن الاتفاق على أي حل بخصوص أوكرانيا سيجعل مبرر انضمامهما غير مغرٍ كثيرا. ومع إشارته إلى أن هذا لا ينفي أن احتمال الانضمام وارد، إلا أنه يرى أن مسألة الانضمام للناتو ليست بسيطة، فثمة متطلبات من بينها تخصيص 2% من إجمالي الناتج المحلي لميزانية الناتو.

وتابع: "قد يكون الأمر غير أكيد وغير مضمون، وقد يكون هنالك مقاومة من داخل البلدين - فنلندا والسويد- لأن هذين البلدين محسوبين على تيار الحياد"، معربا عن اعتقاده أن "الناتو ذاهب إلى مشاكل داخلية أكثر من التوسع".

وأوضح عبد الحي، أسباب دعوة هذين البلدين للانضمام للناتو، أنه "قد يكون هنالك ضغوط من الأمريكيين بهذا الاتجاه، لخلق شعور بأن نتائج العملية الروسية لم تكن بالشكل الذي افترضه بوتين".

وبناء على ما سبق اعتبر الباحث الأردني أن "دخولهما أمر لن يكون سهلاً"، ويستدل على ذلك بأنه "لو حصل اتفاق على أي حل بخصوص أوكرانيا" فإن هذا وفق عبد الحي "سيجعل المبرر لدى البلدين للانضمام مسألة غير مغرية كثيرا وضاغطة".

وبما يخص الداخل السياسي للبلدين، أشار إلى أن "القوى السياسية في البلدين ليست متفقة على هذه القضية"، مبينا أن كلاً من فنلندا والسويد "ليست في وضع اقتصادي أو سياسي سيء، وحتى جوارهم للمنطقة ووجودهم للمنطقة لا يشكل تهديدا مباشرا لهم".

ورغم ما سبق لا ينفي عبد الحي، احتمال انضمام البلدين إلى حلف الناتو، لكنه يشير إلى أن "المسألة ليست بالبساطة، يعني الانضمام للحلف، ليس مجرد انتقال من مدرسة إلى مدرسة"، مبينا أن "هنالك متطلبات، على سبيل المثال أول مطلب سوف يكون تخصيص 2% من إجمالي الناتج المحلي لميزانية الناتو".

وفي هذا السياق، تطرق إلى أنه "حتى الآن ولا دولة أوروبية أوفت بهذا الشرط، فهم سوف يحسبون تخصيص 2% للناتو على بلد قائمة على الرفاه"، معتبرا أن هنالك جانب اقتصادي وآخر سياسي، بالإضافة إلى الجانب التاريخي، موضحا أنه وبالتحديد فنلندا هي "الأكثر اتساقا مع كل السياسات الروسية، لضمان حيادها وكي لا تحتك مع روسيا، فالتقاليد التاريخية في البلد أيضا لا تشجع على الانضمام".

وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية نقلت عن مسؤول أمريكي رفيع، قوله إن فنلندا والسويد تتأهبان للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، هذا الصيف.

وبحسب الصحيفة، فإنه "من المتوقع أن تتقدم فنلندا بطلب الانضمام إلى حلف الناتو، في حزيران/يونيو المقبل، ومن ثم ستحذو حذوها السويد".

وفي وقت سابق، عبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، عن قلق موسكو إزاء جهود الولايات المتحدة وبعض حلفائها "لجر" فنلندا والسويد إلى الناتو؛ وحذرت من أن موسكو قد تضطر لاتخاذ إجراءات للرد، حال انضمام البلدين إلى الحلف.

ويبلغ طول الحدود البرية بين روسيا وفنلندا نحو 1340 كيلومترا. وتمتلك فنلندا أطول حدود مشتركة لدولة في الاتحاد الأوروبي مع روسيا.

وتطالب موسكو بضمانات حول عدم توسع حلف "الناتو" شرقا نحو حدودها، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.