ما أهداف زيارة الدبيبة إلى الجزائر وعلاقتها بالمؤتمر المرتقب تنظيمه

أثارت زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى الجزائر، أمس الاثنين، تساؤلات عدة بشأن أهداف اللقاء في ظل مطالبة البرلمان بعدم التعامل مع الحكومة التي يصفها بأنها منتهية الولاية.

واستقبل رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون الدبيبة برفقة بعض الوزراء والقيادات العسكرية، حيث تحدث الطرفان عن عدد من الملفات، على رأسها ملف الانتخابات الذي لم يتفق على موعدها حتى اللحظة.

وفي تصريحه عقب اللقاء، قال الدبيبة إنّه أبرز للرئيس تبون "تصوّر حكومته للانتخابات في ليبيا، للانتقال بالبلاد من المرحلة الانتقالية إلى الاستقرار"، حسب "الشروق" الجزائرية.

برلمانيون ونشطاء عارضوا الزيارة واعتبروها خطوة غير مرحب بها، خاصة في ظل تكليف حكومة جديدة من قبل البرلمان الذي سارع وأكد اليوم الثلاثاء في بيان له موجه للبعثات الدبلوماسية والإدارات في عموم ليبيا بعدم التعامل أو التخاطب باسم حكومة الوحدة الوطنية.

على الجانب الآخر يرى بعض الخبراء أن الجزائر تدعم المسار الأممي والحكومة المعترف بها دوليا، وأنها تبحث دعم الانتخابات عبر عقد مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية لدعم الانتخابات.

من ناحيته قال الدكتور رشيد علوش الباحث الاستراتيجي الجزائري، إن زيارة الدبيبة للجزائر تدخل في سياق البحث عن مسار لإجراء الانتخابات.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الدعم الجزائري لحكومة الوحدة الوطنية مرتبط بتمسكها بخارطة الطريق المعتمدة من طرف الأمم المتحدة، خاصة مع تزايد مؤشرات العودة للنزاع المسلح نتيجة عزم باشاغا دخول العاصمة طرابلس، وتجميد أعمال اللجنة العسكرية 5+5 وصولا لفرض حالة القوة القاهرة على المنشآت النفطية.

وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الأسباب التي دفعت الجزائر لاستقبال الدبيبة مرتبطة بسعي الجزائر رفقة الحكومة المعترف بها دوليا، لتثبيت وقف إطلاق النار.

وبحسب علوش فإن الجزائر تبحث تنظيم مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية، لدعم تنظيم الانتخابات، وتجنبا لتعدد المسارات التي أضعفت دور الأمم المتحدة.

ويرى أن الدعم الجزائري مرتبط بتنظيم الانتخابات وأن كل القوى المنخرطة في الأزمة الليبية متوافقة على أهمية إجراء الانتخابات لإعادة إنتاج الشرعية.

في الإطار قال عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا ناجي مختار، إن غياب سياسة واضحة تتبناها الدول العربية تجاه الانسداد في ليبيا، أدى على إعلاء المصلحة في تصرفات الدول مع المشهد الليبي وخاصة دول الجوار.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الخطة التي أعلنها البرلمان في وقت سابق لا تحظى بإجماع ليبي عليها، وهو ما يعطي براحا للدول للتعامل مع خارطة الطريق التي أقرها البرلمان وفقا لمصالحها.

ويرى أن عدم اتفاق الأطراف الليبية على رؤية سياسية واحدة لا يعطيهم الحق في انتقاد سياسات الدول الأخرى تجاه المسألة الليبية.

وحل رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة بالجزائر أمس الاثنين، على رأس وفد سياسي وأمني هام، لبحث التعاون والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك

وكانت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا أكدت في وقت سابق، أن رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة وعددا من كبار المسؤولين في الحكومة من بينهم قادة أمنيون يتوجّهون إلى الجزائر في زيارة رسمية.

ووجه رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، اليوم الثلاثاء، خطابا إلى رئيس المجلس الأعلى للقضاء، والنائب العام، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية والممثل القانوني لهيئة مكافحة الفساد، بعدم التعامل بأي شكل من الأشكال مع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، حسب البيان.

وطالب صالح تلك الهيئات بأن يكون التعامل مع الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، دون غيرها باعتبارها السلطة التنفيذية صاحبة الشرعية.