المجلس الذي شُكِّل بالأمس القريب، جاء عقب اجتماعات ومشاورات عدة، بعد إغلاق حقول النفط بالتزامن مع مؤتمر برلين الذي عقد في 19 يناير/ كانون الثاني.
مشاركة في جنيف
بحسب نائب رئيس المجلس الشيخ السنوسي الحليق، فإن المجلس سيطالب البعثة الأممية رسميا المشاركة في اجتماعات جنيف التي لم تحدد بعد، بعد فشل الجولة الأولى في 26 فبراير/ شباط المنصرم.
يمثل الجسم الجديد نسبة كبيرة من القبائل الليبية، ليضاف بذلك إلى عدد من الأجسام الموجودة في ليبيا، ومنها البرلمان الليبي، والمجلس الأعلى للدولة، وحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وأجسام أخرى، إلا أنه الحصيلة حتى الآن تتمثل في عدم الوصول لأي حل.
في البداية قال السنوسي الحليق نائب الرئيس لقطاع النفط في "المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا"، إن المجلس المشكل يحظى بشرعية كبيرة من الشارع الليبي.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، الجمعة 6 مارس/ آذار، أن المجلس يضم مشايخ وأعيان ليبيا من الأقاليم الثلاثة في ليبيا، وأن الشرعية التي حصل عليها المجلس هي ذات الشرعية التي حصل عليها الجيش والبرلمان من الشارع الليبي.
مجلس الشيوخ الليبي
وشدد على ضرورة مشاركة المجلس في أي اجتماعات مقبلة سواء في الداخل أو الخارج، وأنه أصبح قوة فاعلة ومؤثرة في الشارع الليبي، بحيث يصبح دوره بمثابة مجلس الشيوخ الأمريكي في الوقت الراهن.
ويرى الحليق أن المجلس يختص بالسياسة الداخلية والخارجية، وأنه سيعتمد قانونيا من جانب البرلمان الليبي الجسم التشريعي في ليبيا، وأن الجيش أكد على دعم الخطوة في وقت سابق، خاصة أن المجلس هو من دعم الجيش في حربه على الإرهاب.
لا حل بدون المجلس
من ناحيته قال مفتاح أبو خليل عميد بلدية الكفرة، إن المجلس المشكل حديثا يستمد شرعيته من الطبيعة القبلية في ليبيا، خاصة أن القبيلة لها وزنها وثقلها السياسي في ليبيا بدرجة كبيرة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المجلس يمكنه المساهمة بشكل كبير في مسارات الحل على المستويات في الداخل والخارج.
وشدد على أن المجلس يمثل غالبية القبائل والمكونات في الشارع الليبي، وأنه يقابل الأجسام التي تمثل جماعة الإخوان في طرابلس.
وأكد على أن المجلس يمكنه المساهمة في الحل بدرجة كبيرة، وأنه حال تجاوزه فلن يكون هناك مجال لأي حل.
الدعم البرلماني للمجلس
في ذات الإطار قال محمد العباني عضو مجلس النواب الليبي، إن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، جاء تتويجا لاجتماعات سابقة بمدينة ترهونة.
ويرى في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن شيوخ وأعيان ليبيا خلصوا إلى تشكيل هذا الجسم الذي يعبر عن قبائل ليبيا.
وبحسب العباني فإن المجلس يقوم بالدور المقابل للمنظمات الاجتماعية والسياسية في الدول الأخرى، في ظل عدم تواجدها في ليبيا.
وأشار إلى أن المجلس لا يحتاج إلى صفة رسمية، وأن صفته شعبية بحتة، وإنه ناتج عن حراك شعبي ودعم شعبي شهدته مدينة ترهونة بمشاركة نحو 7 آلاف من مشايخ وأعيان ليبيا.
عملية طرابلس
في الرابع من إبريل/ نيسان، أطلق الجيش الليبي في الشرق عملية أطلق عليها "عملية تحرير العاصمة"، بعد سيطرته على الجنوب الليبي قبل إطلاق العملية بفترة قصيرة.
في المقابل شكلت حكومة الوفاق قوات "بركان الغضب"، لصد الهجوم على العاصمة، فيما تستمر العمليات حتى اليوم 17 فبراير/شباط، الذي يوافق الذكرى التاسعة للأحداث الليبية.
مؤتمر برلين
استضافت العاصمة الألمانية برلين، في 19 يناير/ كانون الثاني 2020، مؤتمرا دوليا حول ليبيا بمشاركة دولية رفيعة المستوى.
وأصدر المشاركون بيانا ختاميا دعوا فيه إلى تعزيز الهدنة في ليبيا، ووقف الهجمات على منشآت النفط، وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
قبل انعقاد مؤتمر برلين في 19 يناير/كانون الثاني 202، هددت القبائل الليبية بإغلاق حقول النفط في المنطقة الشرقية، وقال شيخ مشايخ قبيلة زوية، الشيخ السنوسي الحليق الزوي إنه صاحب فكرة إغلاق الحقول النفطية لأهداف عدة.
تعزيز نتائج برلين
تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا بشأن ليبيا يعزز نتائج مؤتمر برلين والحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار في البلاد، وأيدت 14 دولة عضوا القرار، بينما امتنعت روسيا عن التصويت.
في 19 فبراير/ شباط عقدت القبائل الليبية بمدينة ترهونة غرب ليبيا أكبر ملتقى للقبائل الليبية للتشاور حول عدد من الملفات والتأكيد على دعم القيادة العامة للجيش الليبى في حربه ضد الإرهاب، بمشاركة أكثر من 5 آلاف من شيوخ المجالس الاجتماعية والقبلية الليبية.
في 21 فبراير/شباط، أعلن الناطق الرسمي باسم القيادة العامة، اللواء أحمد المسماري، ترحيب القيادة العامة بمخرجات اجتماع أعيان وحكماء ليبيا والنخب الوطنية في مدينة ترهونة، والذي أكد على الثوابت الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها وتمثل الروح الحقيقية للدولة ومطلبًا لكل أبناء الشعب الليبي.