وبحسب الخبراء فإن دول "أوبك"، قدمت المقترح بصيغة تبدو غير قابلة للتفاوض، وأن ذلك أدى إلى عدم التوصل إلى أي نتائج في اجتماعات الجمعة 6 مارس/آذار، فيما انخفضت أسعار النفط بأكثر من 10% إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، خلال تعاملات أمس الجمعة.
صيغة أخرى للتوافق
في البداية قال الدكتور محمد سرور الصبان المستشار الدولي في شؤون الطاقة والنفط بالسعودية ومستشار وزير البترول السابق، إنه كان على المجتمعين البحث عن صيغة توافقية أخرى غير 1،5 مليون برميل يوميا، وأنه كان بالإمكان الخروج باتفاق تعميق التخفيض لـ 600ألف برميل يوميا.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المقترح الخاص بتعميق التخفيض لـ 1،5 مليون برميل يوميا، طرح وكأنه غير قابل للنقاش، وهو ما أدى إلى عدم التوصل إلى أي اتفاق.
استمرار تراجع الأسعار
ويرى أن تأثر الاقتصاد العالمي وتفشي الفيروس أكد ضرورة تحرك دول "أوبك" وبسرعة، إلا أن عدم التوصل إلى قرار كان صدمة كبيرة، خاصة أن اجتماعات مثل هذه لم يتوقع خروجها دون توافق على صيغة محددة.
وشدد على أنه لا مجال إلا عقد اجتماعات أخرى، خاصة أن الضرر يطال الجميع، وأنه لا أحد يعرف مستوى تدهور الأسعار سيقف عند أي مستوى.
تدهور الاقتصاد العالمي
قال الدكتور راشد أبانمي رئيس مركز السياسات النفطية والتوقعات الاستراتيجية بالسعودية، إن الاقتصاد العالمي يمر بمراحل منخفضة جدا وغير يقينية، أدت إلى خسائر تقترب من ترليوني دولار حتى الآن.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن النفط ضمن حلقة الاقتصاد العالمي، وأنه سيتأثر بالتراجع الاقتصادي الحالي.
وأوضح أنه قبل انتهاء الاتفاق الحالي الخاص بأوبك ستتضح صورة الاقتصاد العالمي، وأنه من الصعب توقع اي نتائج في ظل الأوضاع الحالية المرشحة للتراجع.
ويرى أن الوضع أكبر من أن تقرر مجموعة بمعزل عن الاقتصاد العالمين وأن اللجنة المشتركة يمكن أن تقيم وتراجع المقترحات، وأنه من الممكن عقد اجتماع أخر وإجراء تعديلات على الكمية المقترحة لتعميق التخفيض من عدمه.
خطة بديلة
أعلن عضو الوفد العماني للمفاوضات في فيينا، علي الريامي، أنه لا توجد خطة بديلة لتحالف الدول المصدرة للنفط "أوبك+" بعد فشل المحادثات، أمس الجمعة.
وقال الريامي عقب انتهاء اجتماع "أوبك +": "لا يوجد اتفاق، وليس هناك "خطة ب".
ولم يتمكن ممثلو "أوبك" و"أوبك+"، من الاتفاق على توقيت تمديد الخفض الحالي، وانتهت مفاوضات "أوبك+" دون اتفاق، لأن روسيا لم توافق على تخفيض إضافي في الإنتاج.
وقال نوفاك لوكالة "سبوتنيك": "تم اتخاذ القرار الحالي بسبب عدم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الطريقة التي ينبغي أن تتصرف بها جميع البلدان الأربعة والعشرين في ظل الوضع الراهن".
وأضاف نوفاك: "لذلك، قد تحين لحظة ابتداء من الأول من شهر نيسان/أبريل لاستثناء الحصص وخفض الإنتاج، الذي كان معمولا بهما في السابق، لكن هذا لا يعني إطلاقا عدم قيام كل دولة بتحليل وضع السوق".
وقال الوزير الروسي: "صيغة لجنة المراقبة الوزارية باقية... سنواصل مراقبة الموقف سويا، وفقًا للميثاق (ميثاق تعاون أوبك+)، سيتعين علينا الاجتماع وعقد اجتماعات مشتركة لمراقبة وتقييم حالة السوق وما إلى ذلك".
وكانت قد تراجعت أسعار النفط العالمية بشكل حاد، مساء أمس، بأكثر من 8 في المئة، وهبط خام برنت إلى أدنى مستوياته منذ 11 تموز/يوليو 2017، وذلك في ضوء الأخبار حول اجتماع ممثلي دول "أوبك+"، فيما انخفضت أسعار النفط بأكثر من 10% إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، خلال تعاملات أمس الجمعة.