رغم اقتحامات المسجد الأقصى... لماذا رفضت القائمة الموحدة إسقاط الحكومة الإسرائيلية

رغم تعليق عضويتها في الائتلاف الحكومي، ومع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك، نفى رئيس القائمة الموحدة منصور عباس نية قائمته إسقاط الحكومة أو الانسحاب منها.

وقال عباس إن القائمة لن تحل الحكومة الإسرائيلية ولن تكون السبب في إسقاطها، مشيرًا إلى أن القائمة العربية الموحدة ستحاول الاستمرار في تحقيق العديد من الإنجازات للجمهور العربي.

وطرح البعض تساؤلات حول موقف القائمة الموحدة، وعدم رغبتها في الانسحاب من الائتلاف وإسقاط حكومة بينيت، رغم عدم تحقيقها لأي من الاتفاقات التي أبرمتها مع القائمة للانضمام للتحالف.

ووصف عباس توتر الوضع الأمني والاشتباكات في المسجد الأقصى في الحرم القدسي وقوات الأمن بـ "مشكلة دينية"، وأوضح أنه يعمل على إيجاد حلول لها.

واقتحم مستوطنون، الخميس، المسجد الأقصى بحماية مشددة من القوات الإسرائيلية، حيث أدى المستوطنون طقوسا تلمودية، ونفذوا جولات في باحات المسجد، ورفعوا العلم الإسرائيلي عند أبوابه وباحاته.

والأسبوع الماضي، طالب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، القائمة العربية الموحدة بالانسحاب من الائتلاف الإسرائيلي الحاكم.

انسحاب مطلوب

اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن الموقف المتعنت للنائب منصور عباس رئيس القائمة الموحدة بعد الانسحاب وإسقاط ائتلاف حكومة إسرائيل بقيادة نفتالي بينيت رغم جميع الاقتحامات للمسجد الأقصى، ورغم الإهانات التي تعرض لها المصلين والمرابطين، أمر غريب ومستهجن.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، مجلس الشورى في الحركة الإسلامية وهو صاحب القرار، أصبح يتذمر من ممارسات منصور عباس، وهناك بعض أعضاء مجلس الشورى بالحركة يهددون بالاستقالة إذا ما استمرت القائمة في دعم حكومة بينيت المسؤول الأول والأخير عن هذه الاقتحامات غير المسؤولة وانتهاك حرمة المسجد المبارك في شهر رمضان والعيد.

ويرى كنعان، أن ما حدث يستوجب اتخاذ قرار مسؤول من قبل القائمة والحركة الإسلامية، فمكوث القائمة بالحكومة عمليا يعد المؤثر الأول على شعبيتها في الشارع العربي.

بناء مستوطنات

وتابع: "بجانب هذه الانتهاكات قررت الحكومة الإسرائيلية بناء 4000 وحدة سكنة للمستوطنين الإسرائيليين في القدس، وهو ما يحتاج لنقاش ودراسة جادة بشأن استمرار القائمة في دعم هذه الحكومة التي فاقت كل الحكومات السابقة تطرفًا".

وأوضح أن القائمة بقيادة منصور عباس لم تقدم أي إنجازات عينية على أرض الواقع ومؤثرة للشارع العربي، أو للسلطات العربية المحلية بالداخل، مجرد وعود فقط، لا سيما فيما يتعلق بمنطقة النقب والاعتراف الإسرائيلي.

أعتقد النائب منصور عباس والقائمة حتى الآن لم يقدموا على أرض الواقع إنجازات عينية واضحة، مؤثرة للشارع العربي وعلى عمل السلطات العربية المحلية، لا سيما فيما يتعلق بمنطقة النقب والاعتراف بالقرى العربية، في المقابل الحكومة الإسرائيلية تبني 13 مستوطنة في النقب على حساب المناطق العربية.

وأكد أن تجميد القائمة العربية لعوضيتها في الائتلاف الحكومي خطوة لا تكفي، الحكومة مستمرة ومعتمدة على أصوات القائمة في نهجها وأسلوب عملها وفي إدارتها لشؤون البلاد.

مراوغة القائمة

في السياق، قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن منصور عباس يبحث عن مصالحه ومصالح قائمته بعد أن تورط في وحل الانضمام للحكومة اليمينية التي يقودها بينيت.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يدرك منصور عباس أن الانسحاب من الائتلاف وسقوط الحكومة أو البقاء في هذا الائتلاف الهش سيان وأنه سيخسر أصوات ناخبيه في أي جولة انتخابات قادمة، ويأمل مع الوقت أن تتغير الظروف لصالحه، خاصة أن حكومة بينيت لم تلتزم معه بما تم الاتفاق عليه خاصة في الدعم المالي لقطاعات الصحة والتعليم و التطوير وحتى الأمن في المناطق العربية.

وتابع: "ورغم توصية مجلس الشورى للحركة الإسلامية في الجنوب والتي تنتمي لها القائمة العربية الموحدة بالانسحاب من الائتلاف نتيجة ما قام ويقوم به المستوطنون من اقتحامات للمسجد الأقصى برعاية حكومة نفتالي بينيت، إلا أن منصور عباس يراوغ لكسب الوقت خاصة أنه يدرك أن هذا الائتلاف سينهار بشكل طبيعي نهاية هذا العام عند التصويت على الموازنة".

انتخابات مبكرة

وأكد أن منصور عباس لا يريد أن يكون هو السبب في انهيار هذا الائتلاف والذي يعني الذهاب لانتخابات مبكرة قد يكون عباس أحد الخاسرين فيها، ويلعب على عامل الزمن عسى أن يتغير لصالحه وصالح قائمته.

وقبل فترة، أعلنت القائمة العربية الموحدة التي تشغل 4 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي تعليق مشاركتها في الحكومة الائتلافية الإسرائيلية بزعامة بينيت بسبب أعمال العنف التي تركزت في المسجد الأقصى ومحيطه في القدس.

ومن المقرر أن يتم تناوب منصب رئيس الوزراء داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث يتولى وزير الخارجية الحالي، يائير لابيد منصب رئيس الحكومة في أيلول/سبتمبر عام 2023، حسب اتفاق تشكيل الحكومة الإسرائيلية.