رحيل خليفة بن زايد... محطات مهمة في حياة الرئيس الثاني للإمارات

أعلنت الإمارات العربية المتحدة، اليوم الجمعة، وفاة رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، معلنة تنكيس الأعلام لمدة 40 يوما، والحداد 3 أيام.

يعد الشيخ خليفة بن زايد، ثاني رئيس منتخب في الإمارات، بعد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي انتخب كأول رئيس للبلاد في 2 ديسمبر/ كانون الأول 1971، وتوفي في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، ليتم انتخاب ابن زايد كثاني رئيس للدولة في 3 نوفمبر عام 2004.

نشأته

ولد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في قلعة المويجعي في مدينة العين عام 1948، ويعد الابن الأكبر للوالد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ينتمي الشيخ خليفة إلى قبيلة بني ياس، التي تعتبر القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية التي استقرت فيما يعرف اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عُرفت تاريخياً باسم "حلف بني ياس".

تلقى الشيخ خليفة تعليمه في نفس المدينة التي ولد بها، وعاش فيها مع عائلته، وكانت دراسته بالمدرسة النهيانية التي أنشأها الشيخ زايد آل نهيان.

قضى ابن زايد أغلب طفولته في واحات العين، والبريمي، وذلك بصحبة والده الذي حكم منطقة العين خلال ذلك الوقت.

حكم الإمارات

عندما أصبح والده الشيخ زايد آل نهيان حاكما لأمارة أبوظبي في أغسطس/ آب عام 1966، انتقل إلى الإمارة بصحبة نجله، وقام وقتها الشيخ زايد آل نهيان، بتعيين نجله خليفة، ممثلا له في المنطقة الشرقية ورئيسا للمحاكم بها، وكان عمر ابن زايد وقتها 18 عاما.

عمل ابن زايد على تنفيذ المشروعات التنموية في المنطقة الشرقية، وتحديدا المشاريع التي تحسن الزراعة، وبرز نجاحه في العين.

وشغل الرئيس الراحل العديد من المناصب المهمة والرئيسية، حيث كان المسؤول التنفيذي الأول لحكومة الشيخ زايد، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشروعات الكبرى.

وتم ترشيحه في الأول من فبراير/ شباط عام 1969، لمنصب ولي عهد إمارة أبوظبي، وفي اليوم التالي، تولى مهام دائرة الدفاع بالإمارة، وأصبحت تلك الدائرة النواة التي شكلت القوات المسلحة الإماراتية.

تم تعيينه كحاكم أبوظبي ووزيرا محليا للدفاع والمالية في الأول من يوليو/ تموز 1971، وتولى في 23 ديسمبر عام 1973، منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني، وفي 20 يناير/ كانون الثاني عام 1974، تولى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي حل محل الحكومة المحلية في الإمارة.

تم انتخابه رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة في 3 نوفمبر عام 2004، بعد وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر.

تنمية الإمارات

ساهم الراحل خليفة بن زايد على نطاق واسع في مجالات التنمية بالإمارت، فبعد تعيينه نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، في مايو/ أيار 1976، ركز اهتمامه على جعل المؤسسة العسكرية معهدا كبيرا متعدد الاختصاصات، يتم فيه إعداد كوادر بشرية مدربة.

قام ابن زايد بإنشاء عدة كليات، وأصدر أمرا بشراء أحدث المعدات والمنشآت العسكرية، كما أنشأ دائرة أبوظبي للخدمات الاجتماعية والمباني التجارية المعروفة باسم (لجنة خليفة) في عام 1981.

شغل الشيخ خليفة بن زايد منصب قيادة المجلس الأعلى للبترول، حيث عمل على تشكيل عملية تطوير المنشآت البتروكيماوية والصناعية في الإمارات، كما أسس في عام 1991، هيئة القروض لتوفير العقارات لمواطني الإمارة، لأغراض السكن والاستثمار على حد سواء.

وتولى منصب رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية، حتى عام 2006، والذي يشرف على برنامج المساعدات الخارجية الإنمائية لدولة الإمارات.

إعادة انتخابه

أعيد انتخاب الشيخ خليفة ابن زايد رئيسا للإمارات في 2009، وتعهد وقتها بمواصلة تنفيذ استراتيجيات طموحة للتنمية السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية التي كان قد بدأ فيها.

وركز اهتماماته بمصالح الدولة الاتحادية، وهو الأمر الذي ساعد الإمارات في تجاوز الأزمات المالية والإقليمية.

سياساته الخارجية

حرص الشيخ خليفة بن زايد طوال فترة رئاسته للإمارات على انتهاج سياسة خارجية نشطة، وكان يؤكد على ضرورة إجراء تطويرات سياسية، لا تتوقف فقط على طرق الحوكمة، إنما تشمل إصلاحات مجتمعية ترفع من شأن الوطن والمواطن في كافة الميادين، وتعزز الانتماء الوطني، بالإضافة إلى دعم مركز دولة الإمارات كعضو بارز وفعال، إقليميا وعالميا.

وكان من أشد الداعمين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويؤمن بأن نجاحات وإنجازات المجلس تعكس عمق التلاحم بين قادته.

وكان ملتزما بتعزيز العلاقات الدولية، حيث استقبل قادة من دول آسيا، وأوروبا، والدول العربية الأخرى، وزار دول آسيا الوسطى، كما انتهج سياسات إغاثية وإنمائية لدعم الشعوب المحتاجة.

أنشأ مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والتي تعد ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في دولة الإمارات، ووصلت مساعداتها المختلفة لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم.