ورغم أن كلا الجيشين والتنظيمين الخاضعين لهما يسيطرون على مساحة واسعة من جغرافية المحافظة التي تعتبر عاصمة الزراعة السورية، إلا أن الدولة السورية عازمة بكل ما لديها من إمكانات على إجراء الانتخابات في مواقع سيطرة الجيش العربي السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي.
ويجمع أبناء محافظة الحسكة على أن إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها المقرر يعد انتصاراً لإرادة الشعب السوري وتأكيداً أن سورية صامدة وتتعافى، فهي اليوم وبعد سنوات من مقارعة الإرهاب بحاجة إلى أبنائها المخلصين القادرين على النهوض بواقعها والتصدي للحرب الاقتصادية وللنهوض بواقعها في مختلف سبل الحياة ولا سيما قطاع الزراعة الذي يحتاج إلى تكامل جهود السلطتين التشريعية والتنفيذية للنهوض به وإعادة محافظة الحسكة كما كانت، سلة غذاء سورية للإسهام في التصدي للحرب الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري.
انتخابات الحسكة لم تغب طوال الحرب
وأفاد مراسل "سبوتنيك" في الحسكة بأن إقامة وإجراء انتخابات مجلس الشعب للدور التشريع الثالث في محافظة الحسكة، تكون المحافظة ورغم ظروفها الأمنية والعسكرية منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011م، لم تغيب عن إجراء أي استحقاق انتخابي دستوري أقيم في سوريا خلال هذه السنوات، من الاستفتاء على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية والإدارة المحلية وقبلها انتخابات مجلس الشعب السابق في عام 2016م.
وأوضح المراسل بأن شوارع وأحياء مدينتي الحسكة والقامشلي الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية، تزينت بصور ولافتات الدعاية الانتخابية سواء لمرشحي قائمة الوحدة الوطنية التي تمثل أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم في سوريا)، أو للمرشحين المستقلين الذين يعتبر شيوخ العشائر والقبائل العربية النسبة الأكبر منهم، حيث انتشرت عدد من الخيم التي تحولت إلى اجتماعات وملتقيات للمواطنين السوريين الذين يؤكدون تمسكهم بالوطن والعلم ودعهم للجيش العربي السوري .
207 مرشحين
بدوره بيّن رئيس اللجنة القضائية الفرعية للانتخابات في محافظة الحسكة القاضي المستشار إيلي بطرس ميرو لمراسل "سبوتنيك " أن عدد المرشحين المستمرين لانتخابات مجلس الشعب في الدور التشريعي الثالث، استقر على (207) مرشحين للفئتين (أ – ب) بعد انسحاب (220) مرشحاً ، وهو يعتبر رقماً مهماً وذليل اقبال وتمسك سكان وأبناء محافظة الحسكة ، بوطنهم ودولتهم ودستورهم الذي جاء عبر الاستفتاء الشعبي الذي شارك فيه أبناء المحافظة، مشيراً إلى أن عدد المرشحين كان (427) مرشحاً، (215) عن الفئة «أ» و212 عن الفئة «ب»، من بينهم 27 مرشحاً من العنصر النسائي، مبيناً أن منهم (235) مرشحاً عن حزب البعث و(63) مرشحاً مستقلاً و(30) مرشحاً عن أحزاب أخرى.
وأوضح ميرو أن محافظة الحسكة تعتبر دائرة انتخابية واحدة، وأنها أنهت كامل الاستعدادات التحضيرية للانتخابات، من خلال تحديد 149 مركزاً انتخاباً منها (63) مركزاً في مدينة الحسكة، و(86) مركزاً في مدينة القامشلي وريفها وذلك في مواقع سيطرة القوات السورية الحكومية، وتوقع ميرو أن يكون هناك إقبالاً كبيراً من الناخبين على صناديق الانتخاب، حيث يحق لأي مواطن ومهما كان مسكنه أن يدلي بصوته في أي مركز انتخابي عبر البطاقة الشخصية.
ولفت رئيس اللجنة القضائية الفرعية للانتخابات إلى أن هناك مراكز خاصة بعناصر الجيش العربي السوري وضباط وعناصر الشرطة، تم تشكيل اللجان الخاصة بها بالتنسيق بين اللجنة القضائية والإدارة السياسية، مبيناً أنه سيتم تزويد كل المراكز بمستلزمات العملية الانتخابية من خلال المراحل الانتخابية كلها بعد شرح التعليمات كاملة الخاصة بالعملية الانتخابية، إضافة لتوفير مواد التعقيم وتأكيد على التباعد الاجتماعي وفق الإجراءات الاحترازية ضد فايروس "كورونا".
تحدي كبير
من جانبه المرشح علي عودة الجضعان ممثل الشباب في قائمة الوحدة الوطنية قال لــ "سبوتنيك" بان أمامهم تحدي كبير بعد نجاحهم في الانتخابات متمثلة ينقل هموم ومشاكل سكان محافظة الحسكة إلى قبة المجلس وإيجاد الحلول السريعة لها ، مضيفاً أنهم أمام مرحلة مهمة ومفصلية من مراحل تعزيز صمود الشعب السوري ورفد انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب بانتصار ديمقراطي لاختيار أعضاء قادرين على القيام بدورهم التشريعي المتكامل مع الدور التنفيذي لبناء سورية وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب ودحر كل الجيوش المحتلة التي تسرق ثروات البلاد .
حقنا الدستوري
المهندس تركي عزيز حسن أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الحسكة أكد لوكالة " سبوتنيك " بان جماهير محافظة الحسكة تمارس حقها الدستوري بترشح والانتخاب، لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث لعام 2020 م، رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها من خلال الحرب التي فرضت على سوريا،إلى أننا نتيجة انتصارات الجيش العربي السوري وصمود الشعب ووقوف الحلفاء معنا هو ما دفعنا وداعنا للممارسة حقنا في الترشيح والانتخاب.
مضيفاً بان محافظة الحسكة بكل أطيافها ومكوناتها ورغم ما تعنيها من احتلال أمريكي وتركي لبعض المناطق الواسعة في المحافظة ودعمهما للميليشيات المسلحة تحت مسميات كثيرة، إلى أنهم مصرين على المشاركة وتأكيد على سوريتهم التي لن يتخلوا عنها مهما حدث.
وأوضح المهندس الحسن بأن فرع حزب البعث العريبي الاشتراكي اختار مرشحيه لانتخابات مجلس الشعب عبر الانتخاب ضمن صفوف الحزب في تجربة تعتبر الأولى على مستوى مؤتمر الفرع عن طريق "الاستئناس" الحزبي، بعده صدرت قائمة الوحدة الوطنية التي تمثل أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وبنفسالوقت تمثل كافة مكونات المجتمع الجزراوي المعروف بتعدده وغناه الاجتماعي.
وأكد أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الحسكة على الدور المهم والايجابي الذي تقوم به القوات الروسية الصديقة من خلال عملها في ترسيخ الأمن والاستقرار وبضرورة الحفاظ على الدستور السوري الشرعي وممارساته، باعتبار القوات الروسية تواجدها شرعي و بطلب حكومي سوري على عكس تواجد القوى الدولية الأخرى غير الشرعي، مضيفاً بان الدور الروسي له أداء مهم في تقريب وجهات النظر مع الأطراف الأخرى في محافظة الحسكة ومنها جانب تنظيم " قسد" المدعوم من الاحتلال الأمريكي أو مع الجانب التركي، موضحاُ بان للقوات الروسية دور مهم في حفظ السلام وإيجاد الحلول السريعة للمشاكل والإشكاليات العالقة وتأمين الخدمات وفتح الطرق العامة.
يشار إلى أن عدد المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب في محافظة الحسكة التي تعتبر دائرة انتخابية واحدة هو (مليون و391 ألفاً و296 ناخباً) وفق الإحصائيات الحكومية، وهذا الرقم تعرض لتغيرات كبيرة نتيجة ظروف الحرب والسفر والهجرة، وأن عدد المقاعد المخصصة لمحافظة الحسكة في مجلس الشعب هي 14 مقعداً منها /8/ مقاعد في الفئة / أ / و6 مقاعد في الفئة / ب / أربع منهم للمستقلين.
